أئمة المارقة يمجِّدون إمامهم المنهزم أمام الغزاة!!!
بقلم د.جلال حسن الجنابي
الصدق في الحديث والصدق في رواية الأحداث عن شخصيات حكمت باسم الإسلام وأثرت في حياة المسلمين وعقائدهم شيء مهم جداً لما له من تأثير يتعدى الحقبة الزمنية التى عاصروها إلى الأجيال التي تليهم واحتمالية التأثير فيهم سلباً أو إيجاباً "إنحرافاً أو إستقامة وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم حيث قال تعالى في كتابه العزيز( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰٓ أَن تَعْدِلُواْ ۚ وَإِن تَلْوُۥٓاْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) ..وعندما نتصفح التاريخ في سقوط بغداد على يد المغول نرى أئمة المارقة يمجدون خلفائهم وسلاطينهم المنهزمين المتخاذلين المنشغلين بالخمر والفسق والمجون بشهادة الرواة أنفسهم ويعطونهم إنتصارات وهمية لا وجود لها بل تتساقط أمام قولهم بأن الخليفة سرّح العساكر أو قولهم بأنهم يجهلون قوة المغول وهذا ما كشفه وبينه المحقق الكبير المعاصر الصرخي الحسني في بحثه (وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري المحاضرة 48 بقوله
: سنأخذ صورة عن هولاكو والتتار وعن حكّام المسلمين في تلك المدة، حتى تتّضح عندنا وتقترب إلينا الحقائق والأمور الواقعيّة التي حصلتْ بنسبة معينة: 1..2..7- وقال ابن العِبري/ (251): {{في سنة خمس وثلاثين وستمائة (635هـ): وفيها غزا التّتار العراق، ووصلوا إلى تُخُوم بغداد إلى موضع يسمّى زنكاباذ وإلى سُرّمَرّأى، فخرج إليهم مجاهد الدين الدويدار وشرف الدين إقبال الشرابيّ في عساكرهما، فلَقَوا المغول وهزموهم، وخافوا مِن عودهم، فنصبوا المَنجَنيقات على سور بغداد، وفي آخر هذه السنة (635هـ) عاد التّتار إلى بلد بغداد، ووصلوا إلى خانقين، فلقيَهم جيوش بغداد، فانكسروا، وعادوا منهزمين إلى بغداد بعد أنْ قُتِل منهم خلق كثير، وغنِم المغول غنيمة عظيمة وعادوا}}، [تعليق: أـ الدويدار والشرابي بأنفسِهما وتحت قيادتهما حصلتْ مواجهتان عسكريتان مع المغول على تُخُوم وحدود بغداد، المعركة الأولى حصلتْ عند سامراء، وقد انتصر فيها جيش بغداد، وبعدَ أشهرٍ وقعتِ المعركة الثانية في خانقين، وقد انكسر فيها جيش بغداد، فعادوا منهزمين إلى بغداد، إضافة لذلك فقد نقلنا لكم مِن عدة مصادر أنّ المغول تحرّكوا لغزو بغداد في زمن خلافة المستعصم نفسه في سنة (643هـ)، فكيف يدّعي منهج أئمة المارقة أنّ هؤلاء القادة يَجْهَلون قوة وخطر المغول ويَجْهَلون طَمَعَهم ببغداد؟!! أو أنّهم قادة سفهاء أغبياء جهّال يعلمون بخطر المغول وطمعهم ببغداد وخلافتها لكنّهم لم يستعدِّوا للمواجهة لها، بل سرّحوا العساكر، ففقدتْ بغداد القوة العسكرية للمواجهة؟!!
ومن هنا نقول علينا قراءة التاريخ قراءة تحليلية علمية دقيقة لنتجنب الانعكاسات السلبية على حاضرنا ولنتبين الحقيقة من فم المدلس نفسه بالتناقض الذي يقع فيه وذكره للحقيقة التي يريد الهروب منها من خلال طيات كلامه وسقطاته
https://l.facebook.com/l.php...