الدواعش المارقة يعتاشون على الطائفية
تعد الطائفية من أشد الآفات المهلكة ؛ لما تحمله من نتائج سيئة و آثار سلبية تفتك بأي مجتمع تطرق أبوابه ، فضلاً عما تحدثه من شرخ كبير بين أبناء المجتمع من كراهية و حقد جراء تأجيج النعرات الطائفية فتجعل كل فرد يقدم طائفته على باقي الطوائف الأخرى في كل شيء وهذا ناتج عن التعصب الذي تجلبه الطائفية المقيتة فيقع القتل و سفك الدماء بين الإخوة في الدين الواحد و القومية الواحدة من خلال نشر الفتن المضلة و زرع بذور التفرقة و الطائفية بين أبناء البلد الواحد حتى تخلو الساحة لهم من كل معارض لهم و كاشف عن حقيقة أفكارهم المتطرفة و منهجهم الدموي القائم على استباحة الدماء و زهق الأرواح مستغلين الدين بالدرجة الأولى للتأثير في عقول الناس و تطبيعها للأفكار المنحرفة التي يروجون لها بمختلف وسائل الإعلام ، فالمعروف أن الدين ليس أداة توظف لخدمة المآرب الشخصية أو الأهداف السياسية فهو من الخطوط الحمراء التي يجب عدم المساس بها لا من قريب أو من بعيد لأنه بمثابة جادة الصواب التي يسير عليها الناس أجمعين وكل تعاليمه و شرائعه ليست بضاعة تعرض في الأسواق للبيع و الشراء وحسب الأهواء و النزوات الشيطانية وهذا مما لا يختلف عليه اثنان لكن ليس من المعقول إننا نجد مَنْ يدعي الإسلام و يتبجح به بين الأمم البشرية وهو يوظف الدين من اجل تحقيق أهدافه الشخصية ، فالكل يعلم أن الخطبة الدينية إنما هي للوعظ و الإرشاد و ليس منبراً للدعاية و الإعلان عن المشاريع السياسية أو البرامج الانتخابية او التغرير بالعقول و جذب الناس لصالح جهة معينة أو طائفة بحد ذاتها فيعد ذلك خرقاً واضحاً لتعاليم ديننا الحنيف باستخدامها كمصدر لجني المكاسب الشخصية الفئوية فعجباً مما فعله قادة الدواعش عندما جعلوا الخطبة الدينية الوسيلة التي توصلهم إلى مبتغاهم فيتمكنوا من استمالة الناس لصالحهم وبذلك يتمكنوا من زرع بذور الطائفية بين المصريين فمثلاً – و ليس على سبيل الحصر – فنور الدين الزنكي يكتب للقائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي بقطع خطبة العاضدية و استبدالها بخطبة مستضيئية تماشياً مع رغباته الشخصية و أهوائه الدنيوية ولو كانت على حساب الدين فمن اجل المصالح السياسية و المكاسب الدنيوية تحرق البلدان و تسفك الدماء حفاظاً على المناصب السياسية و هذا ما كشفه الأستاذ المهندس الصرخي الحسني في محاضرته (22) بتاريخ 3/3/2017 وهو يقدم لنا الأدلة التي لا تقبل الشك حول انتهاج قادة الفكر المتطرف للطائفية قائلاً : (( هذه هي السياسة، كما يحصل الآن تجد السنّي يتحالف مع اليهودي أو المسيحي، مع الدولة الغربية أوالشرقية، مع الدولة الشيعيّة أو الصفويّة أو المجوسيّة أو الفارسيّة أو التركية أو الزنكية أو الأيوبية أو الفاطمية أو الإسماعيلية أو غيرها من عناوين، ضدّ السنّة أو ضدّ أبناء دينه أو مذهبه، وفي المقابل أيضًا تجد الشيعي يتحالف مع التوجهات الأخرى المختلفة دينًا وطائفة ومذهبًا مع توجهه، ضدّ أبناء مذهبه وطائفته ودينه، وهكذا تجد هذه هنا وهنا وهي عبارة عن مصالح وسياسة )) .
بقلم // احمد الخالدي