كل مجموعة أو طائفة لها أيدلوجيّة خاصة أو موجه روحي ،ومن حق طائفة ما أن تدافع عمَّا تؤمن به ، فمن الطبيعي أن تواجه صعوبات فكرية ، واعتراضات وأفكار معارضة لها ، وهنا أصبح لزاما عليها أن تبدي دفاعا عن فكرها ولو بأقل الأدلة وأوضحها ، على أن يكون ذلك بحسب المنهج العلميّ السليم الذي يتقبل الآخر ويحاوره ، ووفقا لما يقدمانه من الأدلة المقنعة لكليهما ، وتبقى حرية الفكر هي السمة الغالبة على المنهج العلميّ السليم ، ومعنى هذا الكلام أن تبتعد الأطراف عن التعنت والعنجهيَّة والتحجر والقتل والتكفير.
ورغم وجود الكثير من الأدلة القرآنيَّة التي تدعوا إلى الحوار والوسطيَّة والمجادلة بالحسنى، ورغم أن القرآن لا يكره الناس على اعتناق الإسلام ((لا إكراه في الدين))، نرى بعض من تسمى باسم الإسلام ومنهم الدواعش الناصبين متعنتين متمسكين بأدلة واهية وخالية من الدليل ، بل نراهم يتمحَّلون بالتأويل والقياس الباطل الذي نتج عنهما القتل والتهجير والدمار وإنكار أبسط الأشياء الفطرية وتوهين الإسلام ... ومن تلك التأويلات الباطلة لديهم ما نتج عنه من إنكار نظرية الخلافة التي جعلها الله لبعض أوليائه في الأرض((إنَّي جاعل في الأرض خليفة)) ، إذ نراهم أنكروها رغم الأدلة الواضحة الباهرة ، وذهبوا إلى تأويلات باطلة لا تصمد أمام التحقيق والنقد العلمي البنَّاء.
ولعل ما سجله في هذا المقام الأستاذ المحقق الصرخيّ حول نظرية الاستخلاف الإلهيّ في الأرض يوضح ما قدمناه سابقا ، إذ نقل وناقش الأستاذ المحقق ما جاء في تفسير القرطبي:بشأن قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[الكلام مع القرطبي في موارد]:.. المورد2: قال القرطبي:.. {{الرابعة: هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يُسمَع له ويُطاع، لتجتَمِعَ به الكلمة، وتنفَّذَ به أحكامُ الخليفة، ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه، قال: إنها غير واجبة في الدين بل يسوغ ذلك، وأن الأمة متى أقاموا حجهم وجهادهم، وتناصفوا فيما بينهم، وبذلوا الحق من أنفسهم، وقسموا الغنائم والفيء والصدقات على أهلها، وأقاموا الحدود على من وجبت عليه، أجزأهم ذلك، ولا يجب عليهم أن يَنْصِبوا إمامًا يتولى ذلك،[.
وعلق المحقق الصرخي على ذلك :
ح ـ كيفما كان جواب السؤال السابق، وليُصدروا مجلدات كبيرة كثيرة تتضمن الجواب بل الأجوبة الممكنة، لكن سيبقى سؤال أصيل، هل يجب على الله أن يفعل ذلك فيخلقَ ويجعلَ الإمام لدفع الضرر والقبح والفساد؟؟
ط ـ والجواب واضح بالإيجاب (نعم)، ولا يوجد أي خلاف، نعم، يجب على الله تعالى أن لا يتركَ الظلمَ والقبحَ والفسادَ بين العباد وفي البلاد، بل عليه أن يجعل الخليفة الإمام، جواب بديهي لا يختلف عليه اثنان
ي ـ (أنا وأنت وكل إنسان عاقل، كل إنسان يقول: إنه يجب على الله أن يجعل الإمام لدفع الضرر والفساد والقبح، فهذا الحكم الواجب على الله واللازم على الله والمفروض على الله أن يدفع الظلم وأن يجعل الإمام كما يقولون) لكن مَنْ قال، إنّه يجب على اللهِ أن يفعلَ ذلك؟ وَ مَنْ يحكُمُ بأنّه يجب على اللهِ أن يفعلَ ذلك؟؟ انتهى كلام المحقق الصرخي .
https://e.top4top.net/p_372y0jst3.png وفي الختام نقول :إنَّ من يلغي العقل كيف يتصرف وما هي الوسائل أو المقاييس لمعرفة غث الكلام من جيده ؟ ومن يملك ذلك كيف يتعامل مع الناس ؟وما هو الطريق الصحيح لاقناع الناس بفكرته ؟ولماذا يستخدم هذه وليس تلك أليس العقل الحاكم ومن خلق هذا الكون الفسيح هل ترك الإنسان فارغا من العقل من يدير الأشياء من حولنا؟.وإن كان الجواب بالإيجاب كيف عرفت ؟
المصدر:
https://e.top4top.net/p_372y0jst3.png