الإسلام دين الرحمة والسلام والحرية والحياة والاستقرار والكرامة والحقوق فقد طبق ذلك من خلال الأحكام والإرشادات التي أوصى بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) . ولكن اختلفت المذاهب بفهم الأوامر وتخلفوا في التطبيق فكلاً يدعي أنه يمثل الخط الإسلامي الحق . قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا[النساء:48]). فقد قالوا أن لله جسم وحيز وهو يتكلم ويمشي مثلنا ويجلس على العرش والعرش له اطيط اي له صوت
هذه العقيدة هي ناشئة من أفكارابن تيمية الحراني الدمشقي الذي جاء بالبدع والتجسيم والقول بأن الله يجلس على العرش فوق السماء السابعة . وهذا يخالف النص الوارد في الآية الكريمة (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115البقرة) فقد خالف ابن تيمية حتى النص القرآني فما بالك في مخالفته السنة والعلماء وأهل العقل . وقد أدرج الدواعش هذا النهج وهذا الفكر المخالف لله ولرسوله إلى عقيدتهم المضلة الظلامية التي يسودها طابع الدمار والإبادة والضحك على سخفاء العقول . ولي مع أحدهم مناقشات طويلة يقول فيها لا أعلم سوف أرد عليك حين يأتي شيخي فقلت له وهل في القبر تسأل أنت أم شيخك الذي أضلك فبهت الذي كفر . السيد الأستاذ الذي كشف عن ضمار ومضمون هذا الفكر السقيم ومن أين جاء ومن أسس له . المحقق ومن خلال محاضرته الثانية والعشرين من سلسلة بحوث ومحاضرات : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي . فقد قال (ابن الأثير): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (567هـ)]: [ذِكْرُ إِقَامَةِ الْخُطْبَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ بِمِصْرَ وَانْقِرَاضِ الدَّوْلَةِ الْعَلَوِيَّةِ]: أـ قال: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي ثَانِي جُمُعَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ، قُطِعَتْ خُطْبَةُ الْعَاضِدِ لِدِينِ اللَّهِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْإِمَامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ... وَكَانَ سَبَبُ الْخُطْبَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ بِمِصْرَ أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ يُوسُفَ بْنَ أَيُّوبَ لَمَّا ثَبَتَ قَدَمُهُ بِمِصْرَ وَزَالَ الْمُخَالِفُونَ لَهُ، وَضَعُفَ أَمْرُ الْخَلِيفَةِ بِهَا الْعَاضِدِ، وَصَارَ قَصْرُهُ يَحْكُمُ فِيهِ صَلَاحُ الدِّينِ وَنَائِبُهُ قَرَاقُوشُ، وَهُوَ خَصِيٌّ، كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْأُمَرَاءِ الْأَسْدِيَةِ، كُلُّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زَنْكِي يَأْمُرُهُ بِقَطْعِ الْخُطْبَةِ الْعَاضِدِيَّةِ وَإِقَامَةِ الْخُطْبَةِ الْمُسْتَضِيئِيَّةِ، فَامْتَنَعَ صَلَاحُ الدِّينِ، وَاعْتَذَرَ بِالْخَوْفِ مِنْ قِيَامِ أَهْلِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ عَلَيْهِ لِمَيْلِهِمْ إِلَى الْعَلَوِيِّينَ}}..ب..د... علماً ان هذه المحاضرة جاءت بتاريخ 4 جمادى الاخرة 1438 هــ - 3-3- 2017 م والتي بين من خلالها أن البعد التاريخي لولاة الدواعش الذين خربوا البلاد وأهلكوا العباد بأفعالهم التي لا تمت للإسلام بصلة وهي مخالفة كما أثبتنا ذلك بأيات الواردة في كتاب الله عز وجل . ومنهج الدواعش يذكرنا بمشركي قريش الذين حاربوا الإسلام بكل أنواع الأفكار والأفعال الشريرة التي لا تحمل الإنسانية وهذا ما ترجمه الدواعش اليوم في العراق وسوريا .