بقلم د.جلال حسن الجنابي
عادة يتخذ الصراع بين الخير والشر أشكال ووسائل متنوعة وأحدها أنّ أهل التكفير والشر ينكرون ويكذبون ما يتبناه أهل الحق والاعتدال من معتقدات حتى لو كانت ثابتة بالدليل القاطع من القرآن مستغلين عقول السذج من خلال التدليس في الأحاديث الشريفة والتفسير من هوى النفس الأمارة وليس من منبع التفسير أهل بيت الوحي النبي وآله الأطهار الذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .وأحد الإنكارات للمارقة هو تكذيب الرجعة لأنها مرتبطة بشيء أكبر وأثقل على المارقة وهم ينكروه أيضاً وهو ظهور المهدي عليه السلام وإقامة دولة العدل الإلهي على يده ولذلك تعدُّ الرجعة مظهراً يتجلى فيه مقتضى العدل الإلهي بعقاب المجرمين على نفس الاَرض التي ملأوها ظلماً وعدواناً. ,'وطبعاً يرجع من محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً ليتم أخذ القصاص العادل ممن أفسد في الأرض وبعدها يصيروا إلى الموت ولذلك تمنى المرتجعون الفسّاد العودة ثالثاً لعلهم يصلحون حيث قال جل وعلا (قَالُوا رَبنَا أمَّتنَا اثنَتينِ وأحييتَنَا اثنتينِ فاعتَرفنَا بِذُنُوبِنَا فَهَل إلى خُروجٍ مِنْ سَبِيلٍ ) ومن الآيات التي تكشف امكانية الرجعة وصارت عنوان على الرجعة وفسرها أهل العلم وأهل الذكر هي الآيات في سورة الكهف التي تبين عودة أصحاب الكهف إلى الحياة بعد موتهم لأكثر من 300 سنة وهذا ما بينه المحقق الأستاذ الصرخي الحسني في أحد بحوث الدولة المارقة حيث قال
(العنوان السادس: اليوم الموعود...في القرآن:1..2..5- قَوْمٌ يُحِبُّهُمْ اللهُ وَيُحِبُّونَهُ: أولاً.. ثانيًا.. سابعًا..6- الخسف وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ:..7- بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ:.. 8- سنّة الله في الانتظار:..9- يومُ الفتح والعذابُ الأدنى:..10- أحييتنا اثنتين.. والرجعة:... هنا كلام: أولًا:.. ثانيًا.. ثالثًا.. رابعًا: نذكر بعض الشواهد القرآنية التي تشير بوضوح إلى الرجعة والإحياء بعد الموت، والله المستعان: أ.. ب- قال (تعالى): {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿9﴾ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿10﴾ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿11﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴿12﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿13﴾... وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿16﴾... ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿17﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ ...وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ... ﴿20﴾ وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ۖ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴿21﴾... وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿25﴾}.الكهف )
http://store4.up-00.com/2017-08/150392048734641.jpg ومن هنا على كل مسلم معرفة أهل التكفير من خلال مخالفتهم للقرآن فتارة يقولون بعدم التأويل ويثبتون مايريدون بهذا المدعى وأخرى يؤولون على استحياء من إنكارهم للتأويل فقط من أجل إنكار حقيقة ثابتة في القرآن والسنة الشريفة وتارة أخرى يتكلمون بالزهد والتقوى وأئمتهم أهل فجور وفسق ولهو وطرب وخمر وجواري.