الخوارج وفوبيا هدم قبور الاولياء
بقلم حيدر الراجح
قال تعالى في محكم كتابه الكريم ( الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) جميع كتب التفسير تطرقت واكدت على هذه السورة المباركة لما لها من خصوصية ليتم الاستدلال بها على ائمة التيمية الذين يكفرون كل من يزور القبور وبالتالي فهم يكفرون جميع المسلمين والنتيجة جميع المسلمين هدفا لسيوفهم وخناجرهم الغادرة فلا يقتصر عداءهم على الشيعة فقط بل عموم المسلمين فبالرغم من الشواهد والروايات والادلة التي تثبت استحباب زيارة القبور بل احيانا تكون واجبة عندما تذكرنا بالنتيجة المحتومة للانسان وهي الموت فاخذ المارقة التيمية يتأولون علينا ويحرفون الاحاديث وينكرون اقوال الرسول بهذا الخصوص وعندما تسألهم عن الرسول يقولوا نبينا وامامنا وقدوتنا وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى لكنهم في تطبيقهم العملي يعتبرون النبي كسائر البشر بل يكفرونه لانه خرج عن دينهم القططي الجعدي الامردي كونه زار قبور شهداء بدر وامه وابيه وزوجته كما حث المسلمين على المداومة على زيارة القبور فليس من الاخلاق ولا من العقل ورد الجزاء ان نهجر احباءنا واعزاءنا بمجرد انهم رحلوا عن هذه الدنيا الزائلة وكلنا اعتقاد ان ارواحهم تعود الى اجسامهم فور اتمام دفنهم أي انهم يرون ويسمعون ويردون سلامنا كلامنا لكن هناك حجب تحجب اسمعانا عن مناداتهم فكيف اذا كان القبر لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ كيف اذا كان القبر لام المؤمنين او للصحابة او لاهل بيت الرسول صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين الذين خلفهم الرسول علينا عندما قال اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ال بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي حتى ابن تيمية يذكر هذه الحديث ويعترف بصحة انتسابه لعلي واولاده المعصومين سلام الله عليهم فكيف لا نزور قبور من تمسك بهم لن يضل ابدا؟ لكن لا غرابة ولا استغراب من تناقضات اتباع الفكر التيمي الداعشي المارقة فعندهم حلالهم الخاص وحرامهم الخاص فان اقتضت الضرورة كفروا الرسول صلى الله عليه واله لانه يزور القبور لكنهم بنفس الوقت يعتبرون زيارة شيخهم محمد عبد الوهاب مؤسس الفكر الوهابي المتطرف المجدد لفكر ابن تيمية ويتبركون بقبره كما يتبركون بقبر معاوية بن ابي سفيان , لعلهم لا يعرفوا سبب عداء ائمتهم لقبور الاولياء والصالحين وخصوصا قبر النبي وال بيته واصحابه الخلص , ان العداء متجذر منذ عهد ابو سفيان هو الذي استن سنة تهديم القبور عندما كان يذهب يوميا الى قبر الحمزة ويركله بقدمه القذرة وكذلك قبور من هزوا عرشه الفاجر فاستمر الحقد الدفين وسنحت لهم الفرصة بان يحكموا الاسلام وينزون على منبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بسبب ابتعاد الناس عن الخليفة الحقيقي والقائد الشرعي علي بن ابي طالب وفضلوا عليه الخوارج المارقة الا آحادا من الاتباع الخلص امثال المقداد وعمار تمسكوا بامامهم فما كان من حكام المروق الا التمادي والتعدي على حرمة قبور الاولياء وبعد ترسيخ حكم تكفير من يزور القبور بدأت حملات تهديم قبور الصحابة وامهات المؤمنين واهل بيت الرسول لتخفى اثارهم ظنا منهم ان الاسلام سينتهي بمجرد اخفاء معالم قبور الاولياء هذا التطاول والاستهتار دفع بالامة الى الضياع وما تهديم القبور الا استهانة وقدح بأجلّاء الصحابة وكما قال المفكر الاسلامي الاستاذ ((ساعد الله الصحابة وأمهات المؤمنين ، البعض يستخف بهم عملياً وواقعاً ، يكفّرهم عملياً وواقعاً ، تهديم القبور من الاستخفاف ، ومن الاستهانة ، ومن القدح بالصحابة ، وبأجلاء الصحابة ، وبأمهات المؤمنين ، ممن يستخف بالصحابة عملياً وواقعاً فهو مكفّر لهم بهذه الخصوصية ، هذا من أي جانب ، من أي صنف ؟ ، من صنف خوارج ، لنتحدث بمسميات ، هذا من خوارج السنة ، من خوارج أهل السنة .)) وكما قال الاستاذ ان من يكفر المسلمين كونهم يزوروا القبور هو من اهل السنة او يدعي الانتساب لاهل السنة فيا خوارج ويا مارقة اعلموا انكم تفردتم بانفسكم وعقولكم المريضة في هدم القبور وتكفير من يزورها فلا تنسبوا انفسكم للسنة فان مراقد الاولياء والائمة مليئة بالزوار من السنة والشيعة كلهم اتى لطلب الشفاعة والتبرك وقبول الاعمال , ومن هنا وجدت انه من الضروري جدا ان ينتبه الناس للدس والتدليس التيمي للاحاديث النبوية وتوظيفها لتوسعاتهم الفكرية المنحرفة فلا يعقل ان نقف نحن المسلمين مكتوفي الايدي امام هكذا افعال تسيء لديننا ونبينا وخالقنا فقد تطاول الخوارج كثيرا دون رادع علمي وفكري الا من القليل ممن نذروا انفسهم للدفاع عن بيضة الاسلام واعتداله فلماذا لانكون جميعنا قدر المسؤولية ونتصدى لنخفف الحمل عن القلة القليلة ونساندهم وندعمهم من اجل تجفيف منابع الفكر الارهابي الداعشي التيمي لتنعم الاجيال بدولة الاعتدال