إن الإيمان بفكرة المهدي ليست كلمة عابرة خالية من معنى. أو لقلقة لسان دون معرفة ماذا تعني . فلو ذكر أحد المفكرين بسوء , ترى ماذا يقول من يؤمن بفكرته ألم يدافعوا عنه ؟ بغض النظر عن فكرته وعدد أنصاره , وهم متيقنون وعلى بصيرة من أمرهم وأكثر من ذلك يضحون بأنفسهم .فكيف الحال والمهدي ذكرته روايات الطوائف الإسلامية عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقبل ذلك ذكرت الآيات القرآنية حيث قال العلي القدير : وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29)) حيث جاء في تفسيرها : ففي تفسير ابن كثير قال: (وجعلها كلمة باقية في عقبه ) أي: هذه الكلمة، ... وهي " لا إله إلّا الله " أي: جعلها دائمة في ذريته يقتدي به فيها من هداه الله من ذرية إبراهيم عليه السلام،.
ومن لا يؤمن بذلك ليراجع ما ذكر فيجد ما يغني فكره وإذا تكبر وتعنت فلنفسه فإنه مارق عن الإسلام, ويصبح حجر عثرة في طريق الإسلام . قال ابن العربي:
إنّما كانت لإبراهيم في الأعقاب موصولة بالأحقاب بدعوتيه المجابتين، إحداهما في قوله " قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " (3) [ البقرة: 124 ] فقد قال نعم إلّا من ظلم منهم فلا عهد.
وفي هذا المقام كان لابد من أن نذكر لكم بعض ما ورد من تعليق حول ذلك .فقد جاء تعليق للأستاذ المحقق الصرخي قال فيه :
((لماذا لا يُعلن اعتراضكم وأنتم تعترضون على الله سبحانه وتعالى، لماذا لا يُعلن اعتراضكم؟ لماذا لا يُصرح باعتراضكم على القرآن؟ لا نعلم عمّن تتحدثون؟ ومع أيّ خالق؟ بأيّ صورة؟ لماذا لا تعترضون على القرآن؟ لماذا لا تعترضون على الله سبحانه وتعالى؟ لماذا جعل هذه الكلمة الباقية في ذرية إبراهيم؟ هل هي قربى وعاطفة ووساطة كما يسمّى من أجل فلان أو فلان ولخاطر فلان وخاطر فلان؟ هل يُعقل هذا؟ هل نتصور هذا؟ هل يُحتمل هذا؟ يستحيل على الله سبحانه وتعالى أن يفعل هذا، إذن لماذا حدد؟ لماذا شخص هذه القضية في ذرية إبراهيم؟ لماذا أشار إلى ذرية إبراهيم؟))
وقال أيضاً )): إذن هذه الإمامة يستثنى منها الظالم وأئمة المارقة والمارقة وإله المارقة الشاب الأمرد الجعد القطط يأمرهم أن تكون الإمامة والخلافة ليزيد، للفاسق، للفاجر، للماجن، لشارب الخمر، للظالم للقاتل، لمنتهك الحرمات، للمعتدي على الأعراض، وللوليد بن يزيد المرواني الذي له مواصفات يزيد السفياني وأكثر، هذا إمام وهذا إمام، الله سبحانه وتعالى يقول: لا ينال عهدي الظالمين، وأئمة المارقة والمارقة يجعلون عهد الله للظالم ومن حقّ الظالم، يجعلون عهد الله بيد فاسق، بيد فاجر، بيد منتهك الحرمات، مخالفة صريحة لأمر الله، مخالفة صريحة للتشريع الإلهي، مخالفة صريحة للنص القرآني، هذه الدعوة الأولى))انتهى تعليق الأستاذ المحقق .
المصدر:
https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=462795 ففكرة المهدي كانت ولاتزال وتبقى هي المنجى والمصحح للأفعال والمنقذ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .فإن المؤمنين ينتظرون. والأعداء و رغم إنكارهم وهو عناد ظاهراً لكن بقرارة أنفسهم فإنهم مهتمون به أشد الاهتمام وينتظرونه بكل قوة وهم خائفين .