اخر الاخبار

الجمعة , 8 سبتمبر , 2017



الفتن وتأثيرها على القلب



كثيراً ما صّرح القرآن الكريم بمفهوم الفتنة وبين خطرها والحذر من الوقوع فيها وهناك أشارات عديدة ومعاني كثيرة وفي سياقات متعددة في آيات كثيرة لكن ما يهمنا في حديثنا هذا هو الحديث عن الفتنة التي تؤثر على القلب ؛ ما يصيب الفرد أو الجماعة من هلاك أو تراجع في المستوى الإيماني، أو زعزعة في الصف الإسلامي ؛ ولعل من أروع الصياغات والبلاغات اللغوية ماجاء في الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما ( قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»، قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: «يَا أَبَا مَالِكٍ مَا «أَسْوَدُ مُرْبَادًّا»؟» قَالَ: «شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ». قَالَ: قُلْتُ: «فَمَا «الْكُوزُ مُجَخِّيًا»؟» قَالَ: «مَنْكُوسًا».
عندما تكثر الفتن وتتسع غايتها فعند ذلك يكون الانسان في أهلك حالاته وذلك أن الفتن ستكون فساد للقلوب وسبب الهلاك ولهذا فانها تعرض على القلب شيئاً فشيئاً "فتنة فتنة " عودا" عوداً" فإذا قبل القلب الأولى تبعتها أختها؛ حتى يصير القلب أسودا مظلمًا كما جاء في الحديث الشريف ..
فالفتن والشهوات تنسلُّ إلى القلب متتابعةً واحدةً بعد الأخرى كما ينسج الحصير عودًا عودًا، فأمَّا قلب المؤمن العامر بحبِّ الله ورسوله فإنه كالصفا أي: كالحجر الأملس في صلابته وتماسُكه ونقاوته لايؤثر فيه شيء ، فلا تضرُّه فتنةٌ ولا تستهويه معصيةٌ ولا يرضى بديلًا عمَّا ظفر به من حلاوة الإيمان في قلبه.
وأمَّا غيره ممَّن لم يتمكَّن حبُّ الله ورسوله في قلوبهم فإنَّ سهام الفتن وشهواتِ الدنيا تؤثِّر تدريجيًّا في ذلك القلب وتشوِّه صفاءَه حتى يكون «مُرْبَادًّا» وهو بياضٌ يسيرٌ مع السواد، فإذا انساق العبد أكثرَ فأكثر وراء أهوائه اختفى أثرُ البياض الباقي واسودَّ القلب وأظلم. وبمعنى اخر ان القلب وعاء، لكن هذا الوعاء (( كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ))، مقلوب لا يمكن أن يأخذ شيئا، ضع الكأس على عكس وضعه، صب فيه الماء، وقعره نحو الأعلى، (( كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا )) أي منكوساً. لايبقى منه شيء
نعم فالميزان الذي يجب أن توزن به القلوب صلاحًا وفسادًا هو مدى معرفتها للمعروف، وإنكارها للمنكر؛ من أراد أن يعرف نسبة الصلاح في قلبه من نسبة الفساد فيه فلينظر إلى موقفه حينما يرى حرمةً لله تعالى انتهكت، أو فريضة عطلت وهكذا تعرض الفتن .ولعل من أهم المنجيات أن يفقه المرء دينه، وأن يميز حدود الشرع ـ دون التباس ..وللأسف كثيراً ماتقع المنكرات ويراها الكثير من الناس ولكن لاينكرونها !! ولهذا يسعى المغرضون لعرض الفتن بين الناس حتى تصبح مغشية لاترى شيئا من الحق فيختلط الخير بالشر والحق بالباطل فيمتزجان وبالتالي تتيه القلوب في عالم الفتن القاتل السافك للدماء وهذا مااشار اليه المرجع الصرخي في حديث الفتنة وأثرها على القلب في محاضرته الحادية عشر من بحثه تحليل موضوعي في العقائد والتأرخ الاسلامي وحسب ماجاء عن ابن اليمان حذيفة
اللهم انا نعوذ بك من الفتن ماظهر منها ومابطن

بقلم: #_

القراء 556

التعليقات

سرا_

وفقكم الله استاذة

تمنيت_الاحبهم_مايبعدون

وفقكم الله

امير_الكوتي_

وفقكم الله استاذة

زهراء_الموسوي_

موفقين وجزاكم الله خيرا

رياض_الفراتي

احسنتي استاذة موفقيل لكل ماتكتبون

رياض_الفراتي

احسنتي استاذة موفقيل لكل ماتكتبون

رياض_الفراتي

احسنتي استاذة موفقيل لكل ماتكتبون

رياض_الفراتي

احسنتي استاذة موفقيل لكل ماتكتبون

اشجان_حسن

موفقة استاذة

محمد

اللهم اعصمنا من مضلات الفتن

ادم_عز_الدين

احسنتم

فاطمة_العالي

سلمت اناملك ولا عدمنا جمال ابداعك

المعلمه_نهى

بوركت اناملك الراقيه

فاطمة_العالي

موفقه استاذه لكل خير

فرقان_احمد

احسنتي استاذة مقال رائع

نيران

تحية لمداد قلمكم المثمر

منارمحمد

بارك الله بكم ستاذة

فجر

وفقكم الله

فرقد

جهود طيبة

يا_عراق

موفقين

مرتضى_العراقي

أحسنت.قلمك رائع كمافي قوله تعالى( الفتنة اشد من القتل)

نور_احمد

مقال في غاية الدقة والروعة

رؤى

وفقكم الله

استبرق_الطائي

وفقكم الله

منارمحمد

بارك الله بكم ستاذة

احسان

موفقين ان شاء الله

يوسف_العراقي

احسنتم

محمد

بارك الله فيكم

فجر

وفقكم الله

محمد_الحلي

وفقكم الله تعالى

عطاء_

وفقكم الله لكل خيروصلاح

علي_علي

وفقكم الله

احمد_الكرعاوي

وفقكم الله

بثينه_الخالدي

موفقه لكل خير احسنتي

استبرق_الطائي

احسنتم وفقكم الله

مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net