بولاية علي إكتمل الدين, فمن تكونوا ياخوارج؟
بقلم حيدر الراجح
في غدير خم تلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً )) وهنا سؤال يتبادر الى أذهان العقلاء مالشيء الذي اكمل به رسول الله الدين واتم رسالته بعدما اتاه الوحي بان بلغ ماانزل اليك والا فانك لم تبلغ رسالته . فماهذا الامر الذي بالتبليغ به تكون الرسالة الالهية قد تمت واكتملت ؟ من المؤكد انه منهج مكمل لما وصل اليه الرسول الاعظم الخاتم صلى الله عليه واله وسلم . فعندما لمح الرسول ان هذا العام هو عام الوداع وحج الوداع ومن خلال خطبته المباركة تبين للمسلمين ان الرسول صلوات الله عليه سيلتحق بالرفيق الاعلى فلابد من تنصيب من يخلفه وينوب عنه ويمثل دوره ماخلا النبوة وان يكون الخليفة جامعا لكل الفضائل ومعصوما كالرسول ومن الخطأ والزلل لكي يكون المثل والاسوة الحسنة فكان من الضروري الاعلان عنه وارشاد المسلمين اليه للالتفاف حوله لكي لا يبقى شك ولاظن حول من سيكون خليفة فقال صلوات الله وسلامه عليه (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) بمجرد هذه العبارة من الذي لاينطق عن الهوى كافية وكفيلة بان تكون الحجة واضحة بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام بغض النظر عما يعرفه جميع المسلمون فضائل واخلاق الامام علي عليه السلام وبعد انتهاء الخطبة امر الرسول بان يتقدم الناس لمبايعة خليفة رسول الله فالجميع بايع وقال بخ بخ لك ياعلي لكن الكثير الكثير من المسلمين نكثوا البيعة وخانوا الامانة الا اربعة فقط فهل جميع المسلمين لايعرفون عليا الا المقداد وسلمان وابو ذر وعمار؟ وهل هنا يثبت الغلبة والحق للكثرة؟ كلا والف كلا فالميزان الحق والاعتقاد الصحيح . وحتى الجزاء الاخروي مشروط بالولاء والحب لعلي عليه السلام كما ذكر الاستاذ في احدى محاضراته (( ان القانون الإلهي يشترط حبَّ عليٍّ للإيمان فالإمام علي عليه السلام من مصاديق الذين يكون حبّهم إيمانًا وبغضهم كفرًا، فقد أحبّه الله كما أحبّ اللهُ رسولَه الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم ، وأمرَ اللهُ تعالى وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم ، بحبِّه، وجعلَ حبَّه علامةَ الإيمان وبغضَه علامة النفاق ، فصارَ قسيمًا بين الإيمان والنفاق ، فيكون قسيمًا بين الجنة والنار، فالمؤمن الصالح التقي المحبّ لعليّ عليه السلام يدخل الجنة ، والمنافق المبغض لعليّ يدخل النار وإنْ صام وإنْ صلى وإنْ حجّ وإنْ زكّى وإنْ جاهد وإنْ ضحّى!!! إنه أمرٌ وقانونٌ إلهيٌّ على لسان الذي لا ينطق عن الهوى النبي الصادق الأمين عليه وعلى آله وصحبه الصلوات والتسليم )). فما اعظمك ياعلي وشدة تاثيرك في قلوب المؤمنين ومحبتهم لك حتى جعلت اتباع الباطل النواصب الخوارج يكفرونك ويكفروا اتباع والى الان وبعد 1400 عام من استشهادك على ايدي المارقة والان اسلافهم قد اعادوا الكرة وكفروا كل من يحبك ويواليك وبهذه المناسبة العطرة واليوم المبارك زحفت الملايين نحو المرقد الشريف في ارض الغري ومن تعذر عليه الحضور كل من موقعه ينادي بخ بخ لك ياعلي , نبايع والله نبايع حب كرار نموت إعليه, فانت الامل والنجاة والخير والرفعة والشرف ومن لم يتمسك بولايتك فقد خرج من ولاية الرحمن ودخل في ولاية الشيطان وبئس المصير . وكل عام وانتم بالف خير واسأل الله ان يثبتنا واياكم على ولاية امير المؤمنين انه سميع مجيب.