بقلم : محمد الخطيب
هل سألت التاريخ عن محارب شجاع فائقِ الشجاعة ، يبلُغُ به حبّه لصفة الإنسان في مقاتليه، ويبلُغُ عطفه عليهم أن يوصي أصحابه وهو المصلح الصالح الكريم المغدورُ به فيقول: «لا تقاتلوهم حتى يبدؤوكم، فإذا كانت الهزيمة بإذن الله فلا تقتُلوا مدبراً، ولا تُصيبوا معوراً، ولا تُجهزوا على جريح، ولا تُهيِّجوا النساء بأذى»، ثم تجلّيه عن الماء عشرات الاُلوف المؤلّفة من طالبي دمه على غير حقّ، ويبلغونه أنّه سيمنعون عنه الماء الجاري حتى يموت عطشاً، فيزلزلهم عن الماء ويحتلّه، ثم يدعوهم إلى هذا الماء اُسوةً بنفسه وبصحبه وبالطير الشارب، ولا زاجر له، ثم يقول: «ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممّن قدر فعفّ، لكاد العفيف أن يكون ملاكاً من الملائكة»، حتى إذا هو طالته اليد الآثمة فقضت عليه قال لصحبه بشأن قاتله: (وأن تعفوا أقرب للتقوى)؟!.
يقول المحقق الصرخي الحسني :
((يا من تتبعون التكفيريين والخوارج والنواصب والدواعش، التفتوا إلى أن حبّ علي المقرون بالعمل الصالح والتقوى هو المنجي ، وحبّ علي يعني اتّباع نهجه وأخلاقه ورحمته وعطفه وعدالته وأبوّته (عليه السلام)، فإذا كان علي لم ينتقم من قاتله فكيف تفجّرون أنفسكم بين الأبرياء وتقتلون الأطفال والنساء، التفتوا إلى أنفسكم ولا يُخدع أحدكم بكلمات يُراد بها التغرير والانحراف والضلال ، التفتوا إلى هذا )).
مقتبسٌ من المحاضرة {8} من بحث : "ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد "بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي للمرجع الأستاذ المحقق 8 ذي القعدة 1437هـ - 12 -8-2016م