دليل تهديم القبور يُعطي لعبدة الشيطان الحجة لأن يكفُروا بالله
بقلم : ضياء الحداد
كيف يتعامل الله سبحانه وتعالى مع الأحداث ، مع المؤمنين والكفار ، كيف يوزع الأرزاق ، كيف ومتى يجعل النصر للمؤمنين ، لماذا يتأخر النصر ، لم لا تحصل السطوة للمسلمين ، هذا وغيره من الأمور يكون التدبير فيها لله سبحانه وتعالى ، لحكمة لا ندركها ، أو نخطئ أحيانا في تصورها .
قصص الأنبياء وما يلاقوا من عداء وإيذاء من قبل المشركين ومع ذلك يؤخر الله النصر أو لا يوجد أحيانا إلا النهاية الدموية للنبي أو الوصي أو الإمام والشواهد التاريخية كثيرة .
ولا يرتبط نصر الله بالإيمان ارتباطا مباشرا لأن هناك إرادة إلهية مجهولة لا يمكننا إدراكها أو قد تظهر ملامحها فيما بعد كثمرة ونتائج للحوادث الحاصلة .
قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله، وهي تعاني وتتألم وتبذل، ولا تجد لها سنداً إلا الله، ولا متوجَّها إلا إليه وحده في الضراء، وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يأذن الله به، فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله.
وقد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها لله ولدعوته، فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئاً من المشاعر التي تلابسه.
وقد ناقش المحقق الصرخي في بحثه ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ، قضية تهديم القبور ، حيث قال سماحته :
" استدلال النفع والضرر بخصوص تهديم القبورهو استدلال باطل ، قتل أنبياء قتل أئمة لماذا لم يدفعوا عن أنفسهم ؟ ، اعتدي على الله ويُشرك بالله علناً في كل العالم ، عبدة شيطان يكفرون بالله سبحانه وتعالى لماذا لم ينتفض الله ؟ ، أيضاً هذا دليلك هو دليل شيطان ، لأنّك تعطي لعبدة الشيطان للمنحرفين للضالين أن يحتجّ عليك ويكفر بالله ، ويقول لك إذا كان الله يضر وينفع ، إذا وجِد الله ليفعل بي ما يفعل، ليقتلني الآن ليميتني الآن ، كم من الكافرين والفسقة يُنكر وجود الله بهذه الحجة ؟! هل هذه حجة ؟؟ هذه سفسطة هذا فراغ هذا بطلان " .
مقتبس من المحاضرة الثانية والثلاثين ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي.
السيد الصرخي الحسني (دام ظله)
4/ 1/ 2015م
http://up.1sw1r.com/upfiles2/szn88422.jpg