بقلم د.جلال حسن الجنابي
هناك الكثير من الأشياء التي سار عليها العُرف والتزم بها الناس وعدّوها مقياس لتقييم الرجال ومنها ما وافق منهج الإسلام وأقرّها ومنها ما خالفه فنهى عنها فمثلا: الكذب ،النميمة ، نقض العهد ، صفات رذيلة عرفها ونهى عنها الإسلام وتوعدَ من يرتكبها بالعذاب ومثال آخر الصدق ،الوفاء بالعهد ممدوحة عرفًا وأقرّها الإسلام وأطلق على الإلتزام بما أراده الله من تعاليم مصطلح التقوى فقال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13 ونبيُّنا صلى الله عليه وآله وسلم يوصِينا (أُوصِيكم ونفسي بتقوى اللهِ عز وجل ( اذًا هناك دائما مقياس وشاهد على تصرف الإنسان وأفعاله وكذلك المجتمعات والسلطان فإذا خرج الإنسان عن إطار الالتزام والتقوى وصار عنده الخديعة والغدر والكذب وحب السلطة وجمع المال وقتل الآخرين من أجل بقائه في سلطتهِ ونسَبها الى بقاء الإسلام زورًا يكون قد خرجَ عن مقياس التقوى الإلهي ودخل في مقياسِ الأنا الشيطاني ونرى هذا الاختلال في مقياس التيمية التكفيريين واضحًا وجليًا قد صرخت به جوارحهم فعرفهم العقلاء بظاهرِ أفعالهم وما خفي وانطوت عليه سرائرهم وعلمه عند الله أعظم فسُمي أئمة التيمية الملكِ أبو بكر بن أيوب الايوبي بالملك العادل والمعظم وأعظم سلاطين الأرض وغيرها من ألقاب لم يلقب بها حتى الأنبياء وعندما تذهب الى سيرته وأفعاله ترى الجرائم والقتل والانحراف والغدر والصراع على السلطة وشرب الخمور وليالي الطرب وقد أغنى المحقق المعاصر الاستاذ الصرخي هذا الموضوع بحثًا وتفصيلًا ، جاء في بعض منها؟!!..الأمر الرابع: الملك العادل أبو بكر بن أيوب (الأيّوبي): نطَّلع هنا على بعض ما يتعلَّق بالملك العادل، وهو أخو القائد صلاح الدين، وهو الذي أهداه الرازي كتابه أساس التقديس، وقد امتدحه ابن تيمية أيضًا، فلنتابع الموارد التالية لنعرف أكثر ونزداد يقينًا في معرفة حقيقة المقياس والميزان المعتمد في تقييم الحوادث والمواقف والرجال والأشخاص، فبعد الانتهاء مِن الكلام عن صلاح الدين وعمه شيركوه ندخل في الحديث عن الملك العادل، فبعد التوكل على الله تعالى يكون الكلام في موارد: المورد1..المورد2..المورد32: الكامل10/(307): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَة عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة (614هـ)]: [ذِكْرُ مُلْكِ الْمُسْلِمِينَ دِمْيَاطَ مِنَ الْفِرِنْجِ]: قال (ابن الأثير): {{1ـ لَمَّا مَلَكَ الْفِرِنْجُ دِمْيَاطَ أَقَامُوا بِهَا، وَبَثُّوا سَرَايَاهُمْ فِي كُلِّ مَا جَاوَرَهُمْ مِنِ الْبِلَادِ، يَنْهَبُونَ وَيَقْتُلُونَ، فَجَلَا أَهْلُهَا عَنْهَا، وَشَرَعُوا فِي عِمَارَتِهَا وَتَحْصِينِهَا، وَبَالَغُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى إِنَّهَا بَقِيَتْ لَا تُرَامُ. 2ـ وَأَمَّا الْمَلِكُ الْكَامِلُ فَإِنَّهُ أَقَامَ بِالْقُرْبِ مِنْهُمْ فِي أَطْرَافِ بِلَادِهِ يَحْمِيهَا مِنْهُمْ. 3ـ وَلَمَّا سَمِعَ الْفِرِنْجُ فِي بِلَادِهِمْ بِفَتْحِ دِمْيَاطَ عَلَى أَصْحَابِهِمْ أَقْبَلُوا إِلَيْهِمْ يُهْرَعُونَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، وَأَصْبَحَتْ دَارَ هِجْرَتِهِمْ. 4ـ وَعَادَ الْمَلِكُ الْمُعَظَّمُ صَاحِبُ دِمَشْقَ إِلَى الشَّامِ فَخَرَّبَ الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ،
وهنا عرج الأستاذ المحقق معلقًا
[[تعليق: أ..ب..ح ـ مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ منبع..القرامطة التكفيريين المجرمين هو منبع الدواعش المارقة التكفيريين نفسه، فالمنبع والأصل واحد هو مشرق المدينة المنورة مِن نجد المعروفة حاليًّا وتاريخيًّا، فكلاهما مِن نجد منبع الفتن وقرن الشيطان ورأس الكفر!!! وهذه نبوءة نبويّة وتحذير الوحي الإلهي منها، فمهما خرجتْ حركة منها سواء ادّعتِ الانتماء للشيعة أو للسنة، فاحذروا منها امتثالًا لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحذيره منها، لأنّها ( نجد ) رأس الكفر وقرن الشيطان ومَنْبَع الفتن ومضلّات الفتن، فالحذر الحذر]]...انتهى تعليق الأستاذ المحقق.
نلخص فائدة هذا البحث أنه مَنْ ثَبَتَ أنه بظاهر أفعاله وجوارحه خَرَجَ عن التُقى وتمادى في خروجه، لا يصلُح أن يحمل عنوان رمز من رموز الإسلام سواءً إماما دينيا أوسلطانا يحكم باسم الإسلام وأن عمله غير مقبولًا عند الله لقوله تعالى (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين).
والذي يطًلع على تأريخ ِ بني أمية والتيمية التكفيريين هل يصُح له أن يُطلق عليهم مُتقين؟! وهل يصُحَ له أن يقول:إن عملهم مقبولٌ عند الله بعد خروجهم عن التُقى بأفعالهم القبيحة أخلاقًا وشرعًا وعرفًا؟؟!