بقلم :قيس المعاضيدي
............................................................
البلدان على دين حكامها كما يقال . ولكن هكذا أجواء وسطٌ ملائمٌ لنمو السلاطين الفَجَرَة والحكام المتسلطين وانتشار الأفكار المنحرفة والبدع ,والضلال ,والسَحَرةَ والمشعوذين ويدّعي من يدّعي كما ادعى البعض السفارة والبعض الآخر الإمامة, وأيضًا الوصاية والخلافة الإسلامية . والطغاةِ يحصلون فتوى جاهزة تخدم مصالحهم ، والاحتلال مرحب به ويساعده في ذلك مَن كان على رأسِ المؤسسةِ الدينية ، حيث المنابر تدفع الناس للخمول والخنوع والذل والسكوت على المحتل والظالم والفاسد والسارق . ومن خلال إشاعة أخلاق الهزيمة وخدمة المحتل ليجبروا الناس على قبول الاحتلال (لأنهم من حررَنا من النظام البائد!!! ). وأيضا تأتي لها الأخبار بأن العدو على الأبواب وعلى وشك سقوط الدولة أمام الإفرنج والدواعش .والحاكم منشغل بالخمور وتوسيع السلطات وتوزيعها على أبنائه والصراع على المنافع الشخصية . وعلى الأصوات الانتخابية وكيف نسقط الخصم في نظر الناس والحصول على أغلبية في الانتخابات. والواعظ الديني منشغل كيف يُرضي الفاسد والمحتل ويحلل ويحرم مسائل تافهة كالديمو والفلاش، وتكوين مليشيات متناحرة .وإذا دخل العدو انهزموا وتركوا أسلحتهم التي تعادل قيمتها ميزانيات خمس دول. وركضوا أمام العدو ليدخلوا جحورهم تاركين الشعب يواجه مصيره امام العدو . ليسلموهم على مصالحهم . وكل هذا والشعب نائم ولا يعلم ما يحدث حوله ، وان علم يقال له هذا ليس من اختصاصك.!! والموصل والرقة شاهد على ذلك .وصاحب المؤسسة الدينية يكرم وينظر له بأنه المنقذ والحاكم عادل والإعلام يشيد بالسلطان ويعظمه ، ويضيف له ألقاب كبيرة كالعادل ولكن هل هذه الثقافة حديثة العهد أم لها جذور من الماضي ؟ وان كان له جذور في الماضي ما هو الدليل ؟ الجواب له جذور من الماضي والدليل: ذكر ابن الأثير . في الكامل10/(307): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَة عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة (614هـ)]: [ذِكْرُ مُلْكِ الْمُسْلِمِينَ دِمْيَاطَ مِنَ الْفِرِنْجِ]: قال (ابن الأثير):
{{1..2.. 6ـ وَأَشْرَفَت سَائِرُ الْبِلَادِ بِمِصْرَ وَالشَّامِ عَلَى أَنْ تُمْلَكَ، وَخَافَهُمُ النَّاسُ كَافَّةً، وَصَارُوا يَتَوَقَّعُونَ الْبَلَاءَ صَبَاحًا وَمَسَاء، .23..}}..المورد34...
فعرج المحقق الأستاذ الصرخي معلقا على هذا الكلام :
[[تعليق: إذا كان السلاطين قد هربوا مِن المعركة بكلّ عساكرهم وأسلحتهم وذخائرهم، فماذا يفعل الناس المغلوب على أمْرِهم المُجَرَّدون عن السلاح والذخيرة التي يُواجَه بها عساكر الفرنج؟!! إضافة إلى ما قلناه سابقًا إنّ أهل دمياط ثبتوا لأشهر أمام الإفرنج، وقد غَدَرَ بهم سلاطينهم، العادل وأولاده!!!]]. ... انتهى كلام الأستاذ المحقق .
وخلاصة قولنا سؤال : لماذا تظهر البدع والضلال والانهزام ويثقف له ؟؟ لعدم وجود أناس تقف ضد مصالح الطغاة والعدوان والفاسدين وأيضًا هنالك أعلام يزيّن عمل السلطان والحكام الجائرين كما مدح الرازي أبو بكر بن أيوب (الأيّوبي) الملك العادل في الدولة الزنكية رغم مساوئه وطغيانه بإهدائه كتاب أساس التقديس له ..والآن لماذا يترك صاحب الحق وحدة في الساحة يقارع الظلم والفساد والجهل والاحتلال والبدع والضلال ؟؟؟ .. أين علماء الأمة ؟ أين مثقفيها؟ أين الوعاظ والمتدنيين ؟ أين أطبق الجهل عليهم ؟ هل وقعوا في بيت عنكبوت الجُهال والسلاطين الفجار؟!!
____________
المصدر//
مقتبس من المحاضرة {33} من
#بحث : " وقفات مع....
#توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري" #بحوث : تحليل موضوعي في
#العقائد و
#التاريخ_الإسلامي للسيد
#الصرخي-الحسني 13 رجب الأصب 1438 هـ -11-4-2017