المتكوّن شيطانٌ، فاحذرْه.. يبعدكم عن الهداية الاخلاق
قلاح الخالدي
.................................................. ..................
منذ خلق الله ادم وحواء والصراع قائم بين الحق والباطل المتمثل بالشيطان وجنوده من الانس والجن , والمراد من هذا الصراع المحتدم هو تحريف الناس عن جادة الحق وعبادة الله ليكونوا في الخسران المبين .
فأن ابليس لم يكن وحيدا يصارع الحق فجند الجنود وابتكر الاساليب ليغوي عباد الله ويجرهم الى مصائده وشراكه , فمرة يأتيهم بالاغراء بالجاه او السلطة او المال , ومرة يأتيهم على هيئة العباد الناسك الورع فيوقعهم في خباياه وحقده على بني البشر .
ومن شياطينه المجندين والمؤثرين هو الشيطان المتكون حيث نجد عمل هذا المجند من نوع خاص وصاحب اكبر تأثير في بني البشر, ومن خطورته على الانسان اكد عليه اهل البيت ومنهم الامام الصادق عليه السلام حيث قال (قال : «سمعت أبي يقول : إنّ شيطاناً يقال له : المذهب ، يأتي في كلّ صورة إلاّ أنّه لا يأتي في صورة نبيّ ولا وصيّ نبىّ ، ولا أحسبه إلاّ وقد ترائى لصاحبكم فاحذروه ،وقد بلغني انهم قتلوا معه فابعدهم الله واسخطهم واسحقهم ...... », ومن هذه الرواية نستشفي ان هناك شيطان متكون يأتي مره على هيئة المذهب ومرة الطائفة ومرة القومية واخرى قبلية وهكذا , ومهنة هذا المتكون الخبيث هو تفريق الناس عن طريق الحق والصواب فيشتت افكارهم وعقولهم فيضيع عليهم طريق الحق الموصل الى الله ومن الشياطين المتكونين هو شيطان المنهج التيمي المنحرف الخارجي الذي حرف الدين ابعده عن طريق الحق والصواب المتمثل بسنة الرسول واهل بيته الكرام , فصاروا يقتلون ويجرمون وينهبون بأسم الدين والاسلام .
فكان لعلماء الدين النجباء موقف من الشيطان المتكون وجنوده من البشر وتحذير الناس منهم ومن تدليسهم وتنصيب أنفسهم أندادُ للحق ليوهموا الناس ويبعدوهم عن طريق الله , وما حذر منه المحقق العراقي المرجع الصرخي في محاضرته العقائدية تحليل موضوعي في التاريخ (22 ) حيث قال ...
((المتكوّن شيطانٌ، فاحذرْه "المتكوّن هو شيطان مريد لجند إبليس، سلّطه إبليس على الناس بأن يأتيهم بصُوَر وهيئات مختلفة، ويدلّس ويلبس لهم الحقّ بالباطل، ويَحرفهم ويُبعدهم ويقطعهم عن الهداية والإيمان وحسن الأخلاق إلى الضلال والإضلال والقبح والفساد والإفساد))
وقد أشار الإمام الصادق (عليه السلام) إلى مجيء المتكوّن إلى المنحرفين، إلى الضالّين، إلى الغُلاة والتغرير بهم وإضلالهم وتسخيرهم للإضلال والإفساد"
وختاما نقول لنحصن انسفنا ومجتمعاتنا من هذا الشيطان الخطير الضار في المجتمعات الهادم للأخلاق والدين والإنسانية فلنكون حذرين من خلال تحريك العقول وإتباع الدليل والعلم وعدم الانجرار وراء الصيحات الطائفية والمذهبية والقبلية والقومية لأنها أساس في تضييع الفرد وجعله تائه تشتبك عليه الأمور لايميز الحق من الباطل , إذا طريق العلم والعلماء والمجادلة بالحسنى هي والدواء لهذا الداء و المرض العضال وبه نغيض الشيطان وجنوده من الإنس والجن .