بقلم : احمد المـــــلا
عندما نستحضر اسم الحسين " عليه السلام " نستذكر معه ذلك المنهج الإسلامي الإنساني الرسالي العظيم في الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الظلم والفساد والطغيان, فعندما نستذكر الحسين " عليه السلام " يكون ذلك الإستذكار بصورتين؛ صورة الحسين " عليه السلام " والأخرى صورة المنهج, وكذلك عندما نستذكر قتلة الحسين " عليه السلام "فإن إستذكارنا لهم يكون على مستويين أحدهما هم الأشخاص المباشرين الذين ارتكبوا تلك الجريمة البشعة بكل معنى الكلمة, والمستوى الآخر هو المنهج الإجرامي الذي رسمه قتلة الحسين " عليه السلام " وسار عليه جمع من الشخصيات والجهات والمجتمعات.
فكما في كل عصر وزمان تحصل ثورة إصلاحية في المجتمع وفي أي مجتمع ويقترن اسمها بإسم الحسين " عليه السلام " كذلك يقترن منهج الفساد والإفساد والظلم والطغيان مع قتلة الحسين " عليه السلام " فهم في كل عصر وزمان يتجددون, وليس الأمر محصوراً في هذا الجانب فحسب بل يتعده لكل من يروج ويؤسس ويجذر للمنهج الإجرامي القاتل الفاسد المفسد الذي خطه قتلة الحسين " عليه السلام " فمثل هؤلاء هم يعدون أيضاً من قتلة الحسين " عليه السلام " فمن أحب عمل قوماً حشر معهم فكيف بمن أحب عمل المفسدين والقتلة المجرمين وراح يدافع عنهم ويزكيهم ويجعل منهم أئمة وقادة للإسلام وحصر الإسلام بهم فقط وفقط ؟ ألا يعد ذلك الشخص أكثر إجراماً وفساداً من المجرم الأصلي ؟ لأنه جمل صورة الجريمة والفساد وجعل منها منهجاً تسير عليه مجتمعات وتعتقد بأن القاتل هو إمام وخليفة وبه عز الإسلام والمسلمين !!.
ومن أبرز هؤلاء القتلة هو ابن تيمية الحراني الذي جمل صورة يزيد بن معاوية قاتل سبط النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ومنتهك حرمته والمعتدي على المدينة ومنتهك حرمتها وحرمة الصحابة, فقد جعله ابن تيمية إماماً وخليفة وحصر به الإسلام والمسلم من اعتقد بخلافة يزيد ومن يقول خلاف ذلك فهو كافر مباح الدم والمال والعرض !! وحاول أن يجعل من تلك الجريمة التي إرتكبها يزيد في العاشر من محرم بحق الحسين " عليه السلام " وعياله هي عبارة عن خلاف بسيط ولا أثر لها على الإسلام والمسلمين بل الأكثر من ذلك نزه يزيد أكثر من الحسين " عليه السلام " حيث نراه في كتبه ومؤلفاته يشيد بيزيد ويبرر له قتل الحسين " عليه السلام " بل في بعض الأحيان يبرئه من تلك الجريمة, فكان ابن تيمية عبارة عن قاتل سادي محترف شارك في قتل الحسين " عليه السلام " وبصورة أكثر بشاعة من يزيد وجيش يزيد ذاته و كما عبر عن ذلك المرجع المحقق الصرخي في إحدى محاضراته، حيث قال :
{{... وجريمة كربلاء لم يؤرَّخ أبشع منها منذ بدء الخليقة بأن تَقتلَ مارقةُ الأمة ابنَ بنت نبيها وآل بيت نبيها باسم الدين الذي جاء به نبيها وبأبشع صور القتل والتنكيل والأسر حتى للنساء والأطفال!!! ومِن هنا يقال: بكلّ تأكيد إنّ ابن تيمية هو القاتل المحترف الساديّ المرتكب لمجزرة كربلاء البشعة، حيث نجِدُهُ يحب يزيد ويدافع عن جرائمه وقبائحه ويبرِّرها وقد جعل يزيد مِن الأئمة الاثني عشر الخلفاء الذين تنَبَّأ بهم وأوصى بهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!!!..}}.
وما ابن تيمية إلا مثالا وأنموذجاً عن قتلة الحسين "عليه السلام " على مر التاريخ والعصور والأزمان, ففي كل عصر وزمان تجد مثل هؤلاء يحاولون قتل كل صوت وحركة إصلاح وأمر بمعروف ونهي عن منكر, فهؤلاء هم عبارة عن قتلة للحسين " عليه السلام " وأيُّ قتلة فهم سادييون محترفون القتل وسفك الدماء والتبرير للجريمة.