ليست الجاهلية مرحلة تاريخية قد انتهى أوانها بل هي حالة اجتماعية يمكن ان تتجدد كلما توفرت ظروفها لان حقيقة الجاهلية الانحراف عن شريعة الله وهدى الانبياء والحكم وفق الهوى كما جاء في القران ( افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون )
فقد أكد السيد المحقق الصرخي الحسني حالة الانحراف والشذوذ الأخلاقي التي يتصف بها أئمة التيمية الذين يقدسهم ابن تيمية ويعدّهم مثالًا وقدوة ورمزًا وعزًا للإسلام والمسلمين وحملة لواء ( التوحيد والجهاد ) وبالرغم من كل ما يتصفون به من انحراف وقبح وعلاقات شاذة مع الخدم الخصي والغلمان وشرب الخمور واللهو والزنا بالمحارم والتسلية بالراقصات سواء في البلاط الأموي أو العباسي أو في دولة الأيوبيين والزنكيين كل ذلك لا يعترض عليه ابن تيمية ومن يسير بمنهجه التدليسي الإقصائي
وفي الوقت الذي يكفر فيه ابن تيمية الشيعة لبكائهم ولطمهم على الإمام الحسين سبط النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ويكفر الشيعة والصوفية لزيارتهم قبر النبي صلوات الله عليه وآله وسلم الإ أنه لا يعترض ولا يكفر الحاكم والخليفة والإمام جلال الدين الذي كان يعشق خادمه الخصي ولما مات الخادم هلع وجزع وبكى ولطم وسيّر الجند راجلًا لزيارته وبحسب شهادة المؤرخ ابن الأثير وهو ينقل جانبًا من سيرة جلال الدين بن خوارزم شاه قائلًا في الكامل :
(كَانَ جَلَالُ الدِّينِ سَيِّئَ السِّيرَةِ، قَبِيحَ التَّدَبُّرِ لِمُلْكِهِ، لَمْ يَتْرُكْ أَحَدًا مِنَ الْمُلُوكِ الْمُجَاوِرِينَ لَهُ إِلَّا عَادَاهُ، وَنَازَعَهُ الْمُلْكَ، وَأَسَاءَ مُجَاوَرَتَهُ … وَذَلِكَ أَنَّهُ (أنّ جلال الدين) كَانَ لَهُ خَادِمٌ خَصِيٌّ، وَكَانَ جَلَالُ الدِّينِ يَهْوَاهُ، وَاسْمُهُ قَلِجُ، و ـ فَاتَّفَقَ أَنَّ الْخَادِمَ مَاتَ، فَأَظْهَرَ (جلال الدين) مِنَ الْهَلَعِ وَالْجَزَعِ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وَلَا لِمَجْنُونِ لَيْلَى، وَأَمَرَ الْجُنْدَ وَالْأُمَرَاءَ أَنْ يَمْشُوا فِي جِنَازَتِهِ رَجَّالَةً، وَكَانَ مَوْتُهُ بِمَوْضِعٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تِبْرِيزَ عِدَّةُ فَرَاسِخَ، فَمَشَى النَّاسُ رَجَّالَةً، وَمَشَى [الخليفة الأمام جلال الدين!!!] بَعْضَ الطَّرِيقِ رَاجِلًا، فَأَلْزَمَهُ أُمَرَاؤُهُ وَوَزِيرُهُ بِالرُّكُوبِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى تِبْرِيزَ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ الْبَلَدِ، فَأَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ عَنِ الْبَلَدِ لِتَلَقِّي تَابُوتِ الْخَادِمِ، فَفَعَلُوا، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ حَيْثُ لَمْ يُبْعِدُوا، وَلَمْ يُظْهِرُوا مِنَ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ أَكْثَرَ مِمَّا فَعَلُوا، وَأَرَادَ مُعَاقَبَتَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ….)
المصدر
http://cutt.us/TN1pB