الشعائر الحسينية وتهذيب الانفس والرقي بها....
أبو أحمد الخاقاني
ان المنهج الذي ضحى من اجله الامام الحسين (عليه السلام) هو منهج الوعي والاصلاح ونشر العدل والسلام وهو القائل سلام الله عليه ((إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله( صل الله عليه واله وسلم ))) فكان همه الاصلاح ,همه اقامة العدل ,واحقاق الحق, وان كلف الامر الشهادة, وسبي العيال, وقتل الاصحاب ,والتمثيل بالجثث ,وترويع النساء ,والأطفال وفعل حصلت تلك المجزرة المروعة بحق ال الرسول فكانت هذه الثورة التي قام بها الامام الحسين (عليه السلام)مشعل النور والهداية والصلاح وكانت بارقة الامل لكل المصلحين ومن هذه الثورة ومن شعائرها التي تحيى كل عام من قبل المخلصين نستلهم العبر ونستلهم المواعظ وان يقف الناس بوجه الظالم وان نجعل من هذه الشعائر قنونا ودستورا لمعرفة الحق واتباعه ولتجنب الظلم والحرام وان لا نكون عونا للظالم بل ننصر المظلوم ونجعل من مواقف الامام الحسين عليه السلام وصحبة دروسا لإصلاح والصلاح فهذه الشعائر هي الامل في رص الصفوف وهي الامل في احياء النفوس وتهذيبها وتعليمها الصبر عل الاذى الايثار والتضحية الحقيقية حتى نكون بصف الحسين وعلى نهج جده الامين الخاتم المصطفى (صل الله عليه واله وسلم)وتكون شعائرنا حسينية خالصة لله لا للهو والمتعة والبذخ والاسراف والتبذير وهنا كلام للمحق الاسلامي مبينا كيف يمكن احيى تلك الشعائر كما اراد الحسين بقوله :
(هل جعلنا الشعائر الحسينية كما ارادها الحسين
الشعائر الحسينية هي لتهذيب النفس ورقيّها ، ولمعرفة حلال الله والعمل به والحثّ عليه ، ولتجنب حرام الله والابتعاد عنه ، فهي درس من دروس التواضع والعمل لخدمة الآخرين ، والإحساس بآلامهم ومعاناتهم ، ومعرفة الحقوق والواجبات ، وإطاعة أولي الأمر ، والصبر على الأذى في سبيل إعلاء كلمة الحق ، وترك كل عمل فيه سخط لله تعالى ، وكيف يكون الإنسان ناصرًا لدين الله ، كما عبّر المحقق الاستاذ :
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال : هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية ، المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى ، وتحصين الفكر والنفس من الانحراف ، والوقوع في الفساد والإفساد ؟؟ فلا نكون في إصلاح ، ولا من أهل الصلاح والإصلاح ، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين ((عليهما الصلاة والسلام)))
**********************