بقلم :احمد المـــلا
عندما بدأت التنظيمات الإرهابية التي تتظاهر بالانتماء للإسلام بالظهور إلى العلن وممارسة نشاطها الإرهابي وجد العديد من المؤسسات والجهات والشخصيات ممن يكنون البغض والعداء للإسلام, حيث راحوا يسقطون الإسلام بحجة الإرهاب ويدعون إنه دين إرهاب وقتل ودليلهم على ذلك ما تقوم به العديد من الجهات الإرهابية المنتمية ظاهراً للإسلام وقد ساعدهم في ذلك الإعلام المغرض و المأجور العالمي الذي سلط الضوء فقط بشكل كبير على هذه المنظمات دون غيرها من المنظمات الإرهابية الأخرى التي تنتمي لباقي الديانات السماوية وغير السماوية وحتى الإلحادية.
فمن يبحث عن المنظمات الإرهابية في العالم وبأبسط بحث في شبكة الإنترنت سوف يجد الكثير من المنظمات الإرهابية التي تنتمي لديانات ومؤسسات عالمية وشخصيات غير إسلامية وإلحادية ولديها سجل إجرامي كبير استهدف الأبرياء وفي مختلف أصقاع المعمورة, فيجد لهذه المنظمات مرجعيات ومنظرين ومشرعنين يصدرون الفتاوى التي تبيح دماء الناس تحت حجج ومبررات يرونها شرعية وفق ما يعتقدون هم بها من عقيدة ودين ومذهب وطائفة سماوية أو غير سماوية, ومن أوضح الشواهد على كلامنا هو ما يقوم به البوذيون من ممارسات إرهابية و جرائم بشعة فاقت حتى جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها تنظيم داعش بحق المسلمين, فالدواعش الإرهابيون لم يأكلوا قتلاهم على خلاف البوذيون في بروما الذي يقتلون الأطفال والنساء والرجال ويأكلونهم بعد حرقهم بالنار !! ومع ذلك لم نسمع صوت لمن يتهم الإسلام بالإرهاب يدين تلك الجرائم وكذلك نجد هناك تغطية إعلامية خجولة جداً لهذه الجرائم إلا إذا إقتضت الضرورة والمصلحة لدولة أو جهة معينة.
فما نريد أن نصل إليه هو إن الإرهاب هو مسألة عالمية وليست محصورة في الإسلام فقط, فكما يوجد هناك من شذ عن هذه الديانة أو تلك وشذ عن هذا التوجه الإلحادي كذلك يوجد هناك من شذ عن الإسلام أو انتحل الإسلام من أجل مصلحة معينة وراح يؤسس لنظريات وفتاوى تكفيرية قاتلة سافكة للدماء وهذا ما نجده حتى على مستوى حكومات حيث تشن حروب وعمليات قتل وإبادة جماعية بحق مجتمعات معينة على أساس عقائدي ديني أو على رأي إلحادي وهناك العديد من الشواهد, فالإرهاب وكما قلنا ليس محصوراً في الإسلام بل هو مسألة عالمية وله منظرون ومؤسسون فكما هناك منظر ومشرعن لتنظيم داعش المارق فهناك منظرين ومؤسسين للفكر الإرهابي العالمي كما بين ذلك المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الخامسة والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري" ، حيث قال ...
{{... لا خلاص للإسلام والمسلمين ولا للإنسان والإنسانية في الشرق والغرب إلّا باستئصال هذا الفكر التكفيري الداعشي لابن تيمية المارق القاتل الإرهابي ولأمثاله في باقي الديانات؛ المنتسبة إلى المسيحية أو اليهودية أو البوذية أو غيرها، إذن يوجد ابن تيمية عندنا ويوجد ابن تيمية عندهم، يوجد دواعش عندنا ويوجد دواعش عندهم، يوجد أعراب عندنا ويوجد أعراب عندهم، يوجد فرنج عندهم ويوجد فرنج عندنا، يوجد مغول عندهم ويوجد مغول عندنا، يوجد هولاكو عندهم ويوجد هولاكو عندنا، يوجد لص وخوارزم عندنا يوجد لص وخوارزم عندهم ...}}.
ففي كل دين وعقيدة ومذهب وحركات بعدة مسميات يوجد هناك من هو على شاكلة ابن تيمية من حيث التنظير للقتل والإرهاب والتكفير وسفك الدماء وهناك مَنْ يعتقد بهذه الأفكار ويؤمن بها ويطبقها على أرض الواقع, فلماذا يُتهم الإسلام بالإرهاب فقط دون الالتفات على باقي المنظمات الإرهابية العالمية الأخرى ومن بينها جرائم البوذيين بحق مسلمي الروهينغا ؟ فالإرهاب عالمي وليس إسلامي فقط.