بقلم :قيس المعاضيدي
لكل فكر ثورة بجعل الواقع يعيش ما رسمه صاحب الفكر لأنه يرى مالا يراه الباقين .وتبقى الوسائل لتطبيق الفكر وكيفية مواجهة الصعاب وإيجاد اناس يؤخذون على عاتقهم حمل ذلك الفكر في اشد الظروف قساوة وأقواهم ثباتا على العقيدة والتضحية بالنفس بعد المال للصعود الى مرتبة تأسيس دولة اساسها الفكر المنشود .ولكن ليس كل الافكار ذات عقيدة صالحة ورغم ذلك نلاحظهم يضحون ويبذلون الاموال والتعب والمعاناة وتحمل الاذى .وهذا ما لمسناه عند الافكار المرتدة بتأسيس جيوش ودفع جواسيس واحتضان دعاة لهم بترغيب الناس واذا اقتضى الامر تهديدهم .وما الافكار المنحرفة التي واجهت الاسلام والاذى الذي وقع على الانبياء والرسل خير شاهد .على تضليل الناس واقناعهم بتلك الافكار . ولكن من بقي ماثلا للعيان وفيه المصلحة للبشرية جمعاء؟؟ الدستور الالهي الذي لا يظلم فيه احد هو من بقي لان الباري عز وجل هو انزله وهو المحافظ له .الا يستحق ذلك مضحين ودعاة ورساليون؟؟ ا الله سبحانه وتعالى انتجب لرسالته السمحاء أنبياء ورسل من دون سائر البشر وفي لكل قوم وحسب ما كان سائدا عندهم من قيم وادب وفنون لنشر الاسلام الحنيف ليعلموهم الكتاب والحكمة لانهم كانوا في ضلال مبين. وجائهم اللطف الالهي .وفي كل عصر لابد من تجديد الثورة على ايدي مصلحون لا تأخذهم في الله لومة لائم لايصال الناس لبر الامان بمعرفتهم لله سبحانه وتعالى وتوحيده واشاعة العدل والمساواة والمحبة والسلام لما فيه نجاتهم وتخليصهم من اوساخ الشرك والوثنية.
وفي هذا المقام لابد من تسليط الضوء على ثورة الامام الحسين عليه السلام وتضحيته بعياله بعد ان اقتنع ان لا حل لمعضلات الامة الا بالتضحية فقد ضحى وهو على بصيرة من امره لمواجهة اهل البدع الضلال والافكار المنحرفة واعادة الامة الى الاسلام . وهو منهج الانبياء والرسل فكانت ثورة عالمية لا تحدد بعصر ولا بقوم . وهذا ما أكدته زيارة عاشوراء حيث جاء فيها(لعن الله امة ظلمتك ولعن الله امة قتلتك ولعن الله امة سمعت بذلك ورضيت به ).
وحول ذلك كتب العديد من الكتاب والفلاسفة وهي بذلك تؤكد انها ثورة لكل اصقاع العالم وما قاله الثائر (غاندي)وهو يواجه الاحتلال البريطاني خير مثال . لينهل منها العالم اجمع الدروس والعبر فكان لزاما علينا احيائها. وبالمقابل واجهت مصاعب من قبل قوى الشر والتكفير والنفاق بمحاربة الاسلام .. وبجعل ثورة الامام الحسين وسيلة لكسب عواطف الناس لتمرير مخططاته المنحرفة .فكان واجب علينا معرفة الحق وأصحابه وترويض النفس على الطاعة ونبذ الطائفية وحب الانا . بجعل ثورة الامام الحسين شعلة تنير طريق الاسلام الصحيح .وبلحاظ ذلك كتب الاستاذ المحقق الصرخي قائلا :
(وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال : هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية ، المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى ، وتحصين الفكر والنفس من الانحراف ، والوقوع في الفساد والإفساد ؟؟ فلا نكون في إصلاح ، ولا من أهل الصلاح والإصلاح ، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين ((عليهما الصلاة والسلام )).انتهى كلام الاستاذ المحقق.
http://www.up4.cc/imagef-1505942227231-jpg.html فلتكن قلوبنا نقية ,لابد من وقفة مع النفس ومحاسبتها قبل ان نحاسب .ونوجه لانفسنا سؤال :هل نحن اهل لتطبيق ما جاء به الامام الحسين بالقول والفعل ؟ام من الذين اتتهم آيات الله سبحانه وتعالى وهم صم بكم لا يبصرون ؟
لا يتوفر نص بديل تلقائي.
ربما تحتوي الصورة على: شخص أو أكثر، وأشخاص يقفون، وحشد، ونشاطات في أماكن مفتوحة ونص
ربما تحتوي الصورة على: سماء ونشاطات في أماكن مفتوحة