محطات في مدرسة الحسين النموذجية
المحطة الثانية : عاشوراء أمر بالمعروف ونهي عن المنكر
بقلم حيدر الراجح
ان اقدام شخص على ارتكاب اكبر وابشع جريمة في التاريخ في اعظم شهر حرام بقتل سيد شباب اهل الجنة سبط الرسول الخاتم صلى الله عليه واله وسلم وتحشيد المجتمع المسلم لحرب ابن بنت رسول الله بالترغيب والترهيب يقابله انهزام وخوف وانبطاح للحاكم الفاجر يزيد يجعلنا ان نعيد حساباتنا ونراجع عقولنا وادراكاتنا لنتسائل كيف لمجتمع ان يفعل هكذا بالحسين عليه السلام رغم معرفته بالحسين وماهي فضائله وصلة قرابته من الرسول صلى الله عليه واله وسلم وان قائد الجيش عمر بن سعد بن ابي وقاص هو اقرب الناس الى الحسين وصديق الطفولة والصبى كيف جيش الجيوش ضد ريحانة الرسول ؟ اين وصل الحال بالمجتمع الاسلامي انذاك حيث صدق باعلام يزيد رغم معرفتهم بدجل ونفاق وكفر وفسق يزيد كيف صدقوا ان الحسين خارجي يجب قتله وسبي عياله ونهب ممتلكاته وهم يعرفونه حق المعرفه بدليل ان احد افراد جيش بن سعد قد قطع قرط احدى اطفال الحسين فلما سألته لماذا تبكي علينا ورغم ذلك سرقت قرطي قال لها ياسيدتي انا احبكم انا اولى باموالكم من غيري هكذا كان المجتمع يبكي على الحسين ويلطم بيد ويسرق ويقتل الحسين باليد الاخرى ولعلم الامام الحسين بما سيحدث له ولعياله وانصاره من بعده على يد هؤلاء القوم فقد بالغ بالنصيحة والتذكير والتعريف بنفسه فقال لهم مقولته المشهورة (ماخرجت اشراً ولا باطلا ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي لكي آمر بالمعروف وانهى عن المنكر ) خرج لانه علم بدرجة الانحطاط الاخلاقي للمجتمع المسلم آنذاك الا النادر الأندر وابتعادهم عن الخط المستقيم وانهزاميتهم وانحرافهم العقائدي حيث صار عندهم المنكر معروفا والمعروف منكراً , فضلوا يزيد الفاجر المنحرف الظالم سليل البغايا على سبط الرسول الامام المعصوم مفترض الطاعة فخرجوا من طاعة الرحمن ودخلوا في طاعة الشيطان فتسبب هذا الانحراف باستمرار العادات والسلوكيات المذمومة واستمرت الخيانة واستفحل المنكر وتسلط شرار الخلق على الامة ونزوا على منبر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاول من ذاق طعم سيوفهم هم من خذلوا الحسين عليه السلام على مستوى شخصيات شيوخ قبائل وامراء امصار ووجهاء رغم شدة بأسهم وكبر قواعدهم الشعبيه الا انهم أبوا ان يقفوا مع الحق ليأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر ليذهب حكم بني امية الى غير رجعة فمن اعرض عن نصرة الحسين ليسوا من كوكب المريخ ولا من زحل انهم اجدادنا اسلافنا فلا نريد ان تعود تلك الحقبة ولا نخطأ كما اخطأ الاباء ولنتعلم من اباءنا واسلافنا القلة الذين شدوا العزم لنصرة الحق امثال حبيب وبرير وزهير فلنكن احفاد حبيب بن مظاهر الاسدي ونتبرأ من حرملة الاسدي بافعالنا ومواقفنا الداعمة للحق فجنود المعروف قلة وجنود المنكر كثر فلننصر المستضعفين في الارض لنتهيأ لتقبل اطروحة الامام المهدي المنتظر الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يتم ذلك الا بالمبالغة بالنصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين هما فريضتان واجبتان على كل مسلم ، فليكن عنوان مسيرنا هو النصح والإرشاد والموعظة وتزكية النفس وتحصين الفكر وانتشال الآخرين من الفساد والإفساد والظلم ، ويبقى هذا العمل شعارنا في الحياة ، حتى يكون هو المنجي لنا ، وكما قال احد العلماء الاجلاء ((وبهذا سنكون - إن شاء الله - في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فينجيها الله تعالى من العذاب والهلاك ، حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.)) فلتكن انطلاقتنا ذكرى معركة الطف الاليمة فابطالها سطروا اروع المواقف للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحتى اخر رمق في حياتهم لم يبرز احدهم الى القتال ولم يشهر سيفه على الاعداء الا وخطب فيهم وذكرهم بمواقفهم واتباعهم وابتعادهم عن الحق هكذا هو العمل الصالح وهكذا يجب ان نفعل لنكون قولا وفعلا من انصار المهدي المنتظر والآخذين بثأر جده الحسين عليه السلام