الإمام الحسين تضحية وإيثار ورمز للإنسانية
...............
تعد ملحمة كربلاء تلك الملحة التي لم تخط بأيادٍ أدبية أو بأسلوب شعري من اجل ان يتسلى بها القارئ أو يستمتع بها الذواق بل أن ملحمة كربلاء هي ملحمة التاريخية خطت بدماء زكية طاهرة نقية ، ملحمة شموخ وإباء واثبات للوجود وأي وجود وجودا للحق وأهل الحق وإثباتاً للحقيقة الناصعة ومعناها الجوهري وكشف الزيف والنفاق والخداع الذي استشرى في تلك الفترة وكيف اعتلى منابر المسلمين وأصبح هو الآمر والناهي فما كان من الإمام الحسين إلا أن يقوم بالواجب الرسالي والأخلاقي والإنساني ألا وهو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والتضحية بأغلى ما يملك من عيال ونفس بل بكل شيء من اجل رفعة الدين من اجل حفظ الأمة من اجل الإنسانية جمعاء من اجل تصحيح الاعوجاج فكانت ثورة عاشوراء الملحمة الخالدة المطرزة بالدماء الطاهرة التي أصبحت مشعل نور هداية وسراج يستنار به في ظلمة التيه والضلال فآثر (سلام الله عليه ) بنفسه والجود بالنفس أسمى غاية الجود وكيف وهو الحسين ذلك العملاق ذلك الجبل الأشم جبل الصبر والإيمان فأراد إحياء النفوس التي أماتها النهج ألإقصائي الذي لازلنا نعيش إرهاصاته اليوم فعلى كل واعي وعاقل ومنصف ومن يريد أن يسير في طريق الخير والصلاح عليه ان يستلهم العظة و العبرة من تلك الثورة المعطاء وان يأخذ من تلك المواقف السامية حتى يعلن البراءة من الباطل و أهل الباطل وحتى نكون بخط الحسين(عليه السلام) لا خط المنبطحين للفاسدين الذين لا إرادة لهم وان يكون موقفنا اتجاه الباطل كموقف تلك الثلة المؤمنة المضحية التي وقفت بنفوس أبية وأحبت الموت لأنها أخلصت وضحت فداءاً لقائدها الهمام الإمام الحسين (عليه السلام) فكانت رمزاً للإخلاص والتضحية والشهادة و الفداء فان تضحية الحسين (عليه السلام) صبحت بحق عنوان للشهادة ومن المقدمات الأساسية لحب الحسين (عليه السلام) النابع من قلوبنا وليس مجرد لقلقة لسان ، وحبّه (عليه السلام) هو التضحية والإخلاص لدين النبي الأقدس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بالمال والأنفس ، وكما قال الحسين (عليه السلام) : إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني . فضحى بنفسه وأصحابه وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وكل ما يملك ، لأجل أن يبقى دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مستقيماً و مصاناً من تحريف الايادي الآثمة و فتاوى الأقلام المأجورة ، وكما قال المرجع الأستاذ المحقق الصرخي الحسني : ((لابد أن نتيقن الوجوب والإلزام الشرعي العقلي الأخلاقي التاريخي الاجتماعي الإنساني في إعلان البراءة والبراءة والبراءة وكل البراءة من أن نكون كأولئك القوم وعلى مسلكهم وبنفس قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم وأفعالهم حيث وصفهم الفرزدق الشاعر للإمام الحسين ((عليه السلام)) بقوله : ((أما القلوب فمعك وأما السيوف فمع بني أمية )) فقال الإمام الشهيد المظلوم الحسين (عليه السلام):) صدقت ، فالناس عبيد المال والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم ، فإذا محصّوا بالبلاء قل الديّانون((فلا تحصل البراءة الحقيقة الا بترك الباطل والوقوف في جانب الحق ونصرته وان يكون الإنسان بمستوى المسؤولية ويعرف معنى تلك التضحية التي صدرت من الإمام المعطاء سلام الله عليه وان يكون موقفه ليس موقف أهل الكوفة وهو فقدان الإرادة .
https://e.top4top.net/p_631v56fv1.png +++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++