اخر الاخبار

الثلاثاء , 26 سبتمبر , 2017


الحسين منهجٌ وهدف.

بقلم .حرز الكناني

الإسلام العظيم بصفته الدين السماوي الخالد الذي اختاره الله تعالى للبشرية جمعاء يهدف الى إخراج الناس من عبودية العباد والطواغيت الى عبودية الله وحده ومن هنا فعندما ينحرف الحكام عن الإسلام العظيم ويبغونها عوجاً ويتحولون إلى طواغيت يهلكون الحرث والنسل ويعشون في البلاد والعباد فساداً . فلابد حينئذ للقائد التاريخي أن يتصدى بكل جرأة وشجاعة لهذا الانحراف والعمل لإرجاع الأمور الى نصابها وإلا فإن أمر الأمة المسلمة سينتهي إلى الانهيار والانحلال وضياع القيم التي أرساها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك اتجه الامام القائد عليه السلام الى اعداد النخبة المؤمنة وتهيئتها وتربيتها للقيام بالدور التاريخي المطلوب دون الإقلال من أهمية وضرورة إحداث وعي متزايد لدى جماهير الأمة المسلمة لتتحمل مسؤوليتها الشرعية أيضا فإن ثورة أبي عبد الله الحسين، ثورة ملاكها القيم والأهداف الرسالية، إنما وقعت لتقوّم الاعوجاج الذي حصل في مسيرة الأمة، ولتقيم حدود الله سبحانه، وسنة النبي الأكرم (صلى الله عليه واله ) التي عطلتها تماماً السلطة الأموية بقيادة يزيد، وهي بعيدة كل البعد ومتنافرة مع جميع الأغراض والمطالب الدنيوية، فرضتها ظروف ووقائع أقل ما فيها، قتل النفس المحترمة، وإقصاء الصالح، وتقريب الطالح، من جهة، وأوجبها أمر الله سبحانه وتعالى، الذي نطق به صريحاً القرآن المجيد، وداعي السنة النبوية الشريفة من جهة أخرى... ثورة حفظت الدين وصانته من محاولات الدس والتشويه على أيدي سلطات جائرة صممت على الإساءة والنيل من الإسلام ورموزه وقادته الحقيقيين...

وينبغي النظر إليها على أنها الخط الواضح الفاصل بين الحق والباطل وهي عبرة وعظة بالغة وحجة قاطعة على الأجيال المتعاقبة، لتبين طريق الصواب، وتلمس وجه الحق في جميع الظروف، ومهما هجمت عوامل اللبس والتشويه، واشتدت وتراكمت الظلمات؛ وبذلك ستبقى ثورة ملهمة لجميع طلاب الحق والحرية على مستوى العالم، وعلى مدى الزمن، بشكل مطلق.. لذلك أن نهضة أبي عبد الله الحسين قد تمت في مخطط جذري لإنقاذ الإسلام من براثن الكفر والضلالة، التي أشاعتها أمية في المجتمع الإسلامي، للخروج على سلطان الدين، ومحق الرسالة الإسلامية، والقضاء على سنّة الرسول الأكرم(صلى الله عليه واله )، فكانت نهضة الحسين ، ومن قبله بلاء الإمام الحسن وصبره، أعظم حركة تحررية لا للإسلام فحسب بل للأجيال البشرية كلها، وللمجتمع الإنساني الذي يريد أن يدخل أبواب الحضارة من هدى الإسلام ورياديته..

فكان الإمام الحسين عليه السلام يستهدف من حركته الجهادية الكبرى عدة أهداف منها : تغيير الأوضاع السياسية واستبدال الجهاز الحاكم وأسلوب الإدارة والسياسة. والتعامل مع الأمة وفق الموازين والمقاييس التي ثبتها الإسلام وإيقاظ الحس والوعي السياسي للأمة . وجعلها جهازمراقبة للسلطة . متى ما انحرفت عن المبادئ او تخلت عن تطبيق الإحكام والقوانين الإسلامية. وتثبيت مبدأ شرعية القوة والمقاومة المسلحة للحاكم الظالم و إعادة تربية وبناء الأمة تربية وبناء سليما. و تصحيح الانحراف وتطبيق إحكام الشريعة وقوانينها. و كسر حاجز الخوف والإرهاب المفروض على الأمة وتحريك روح الثورة والفداء فيها. وما ان تحرك الحسين (عليه السلام ) وقد كان واضحا لدية إن الثورة قد لا تنجح نجاحا عسكريا إلا إنها ستكون بداية لتحريك جماهير الأمة وإثارة روح المقاومة والنهوض فيها ما إن تحرك واستشهد حتى وقفت السلطة الحاكمة على شفا جرف هاو وفوهة بركان مدمر وبدأت الأنفجارت والثورات فالحسين شعلة وهدف لكل الأحرار على مدار الزمان والأيام . قال الإمام الحسين ((عليه السلام)) { .. إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في امة جدي (( صلى الله عليه وآله وسلم )) ، أريد أن آمر بالمعروف وانهي عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب ((عليهما السلام))،فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين،… {

والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟ ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟ أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ، ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين ((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الإصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام)).

بقلم: #_

القراء 453

التعليقات

محمد

حياك الله وسدد خطاك

مقالات ذات صلة

حدثٌ تاريخي يثبت تدليس الدواعش في سبب التأخر عن تحرير بيت المقدس!!!

أيها الدواعش المارقة، أين أنتم من منهج الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب؟!!

من سرق العراق هل يخشى أن يسرق ثمار مفكريه العلمية ؟!!!

الشرق الاوسط .. تحت سطوة اسرائيل

التحالف مع المحتلين الغرب شرعه المارقة الدواعش!!!

الشيخ العاجز أبو حراز أحد ضحايا الدواعش المارقة !!!!

مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية

التيمية الفارغون فكريًّا يستعينون بالتنجيم والشعوذة لمعرفة خفايا التاريخ!!!

يا عقول فارغة .. هل كان النبي يدعو للشرك بالله ؟

محمد رسالة سلام وإعتدال

منهج الرسالة المحمدية المعتدل ..لا نهج ابن تيمية التكفيري بقلم /محمد النائل

أئمةُ التيميّة كاذبون يقاتلون تحت راية الصليب فكيف يحررون القدس

الدواعش المنحرفون اساس الصراع السلطوي على مر العصور !!!

لا مخرج للتيمية المتناقضين من خيانة أئمّتهم المارقة !!!

أئمة المذاهب لا يحتاجون إلى أتباعهم

تقاسيم الفاسدون على نغم السلب والنهب والإرهاب!!

الكرامة المنتهكة والحقوق المفقودة

القاموس التيمي التدليسي يمزقه التحقيق التاريخي الرصين

الدواعش وأئمتهم تاركون للعقل والعقلاء !!!

السنتان مع الإمام الصادق أنقذت أبي حنيفة من الهلاك!!

الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد

القــدس بيـن خـذلان العـرب وجاسـوسية صهـيون!!

نغيظ الأعداء بتوحيد القلوب والأفكار

الأستاذ المحقق الصرخي يا دولة الدعشنة، لولا السنتان لهلك النعمان!!!

أمة الصادق الأمين تتخلى عن نصرته بالتخاذل وتحقيق مراد المغرضين

بالدليل ... كروية الأرض تبطل حديث النزول

أئـمة التيميـة تدليـس وأضـطراب وخفـة عقل وهـلاك

العراقيون وحب النبي

خريطة الشرق الأوسط

الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

الاستاذ المحقق الصرخي الفكر الداعشي وائمته الى زوال ..

وخض الغمرات للحـق حـيث كـان‌

التوحيد بين اثبات الانبياء وتجسيم التيمية الدواعش الادعياء

القدس مباعة منذ قرون

منهج السنة النبوية مختلف عن منهج التيمية

إيران تكسرت أذرعها في المنطقة واحد تلو الآخر !!!

رسالة إلى كل رموز التكفير : إنكم وفكركم إلى زوال

داعـش بيـن التصــدي الفكـري والعسـكري

ابن تيمية بين التاويل والتجسيم !!

النبي عيسى لا يتصدى بوجود المهدي فلِمَ الإنكار أيها الدواعش؟؟!!



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net