قبل كم يوم حدثت ضجة إعلامية كبيرة وواسعة في عالم النت وبدأت الصفحات تنقل خبر احتفالية دينية بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء في مسجد السيد باقر الصدر الواقع بمدينة الديوانية ، ويعتقد كل من نشر هكذا موضوع أنه سينتصر للدين وللمذهب برؤيته الضيقة والتي هي عبارة عن ردود أفعال تجاه حدث حصل بتلك المحافظة ، والبعض كان هدفه الانتقام والانتقاص من فئة معينة ومرجعية طالما عرفت بمواقفها الرصينة والواضحة تجاه القضية العراقية ، ومن خلال تسليط الأضواء على هذه الحادثة لا بد من شرح بعض النقاط المهمة لدفع شبهات الانتقاص والحرمة التي تعتبرها تلك الشريحة ،
النقطة الأولى :ورد في الحديث (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا) إذاً في المقام أن الشيعة الذين هم أتباع أهل البيت (عليهم السلام ) يفرحون لفرح أئمتهم سواء كان ذلك من خلال ولادة الأئمة أو ذكرى شهادتهم عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وبما أن الموضوع كان يختص بالولادة فهنا المستشكل ينتقد الطريقة التي تم فيها الفرح ويعتبرها إساءة ، وهو بطبيعة الحال رأي شخصي وليس طريقاً شرعياً مستنداً إلى قول العلماء أصحاب الاختصاص والمتشرعة ، إذاً القضية مباحة شرعاً، وعرفاً لكن هؤلاء ومن باب خالف تعرف أو من باب الحقد يقوم بالترويج لخبره لكي ينشر حالة من الفوضى والتصادم بين المسلمين .
النقطة الثانية : إننا نعلم جيداً أن هناك قضية مهمة جداً قد استهدفت جميع المسلمين وغير المسلمين وهي قضية تكفير المسلمين من قبل أتباع المذهب التيمي التكفيري والتي ذهب من خلالها ملايين البشر بين مشرد ، ومقتول ، ومغيب وعند تصدي سماحة السيد الأستاذ لهذه الشرذمة ودحض أفكارها بالدليل والبرهان القاطع وألقى عشرات المحاضرات لم نرَ ولم نسمع من هذه الفئة الحريصة والحريصة جداً جداً على الإسلام؟؟!! أنهم قاموا بنشر منشور واحد فقط يتناول الرد على الفكر التكفيري ويروج له كما روج لأهزوجة مورس فيها التصفيق والتسبيح من خلال طور الشور والبندرية ، ألا يعلم هؤلاء الفئة المتقية جداً جداً والورعة كل الورع أن (من قتل نفساً بغير نفسٍ فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) فأين أنتم من ردع ذلك الفكر الذي أنتشر بين المسلمين ؟؟وأين أنتم فيما لو تضافرت الجهود من خلال ردع هؤلاء أصحاب وأتباع (الرب الشاب الأمرد) لدحض الإرهاب وإلى الأبد ؟؟
وفي الختام لا أقول إلا أن الشباب التي تذهب إلى المسجد لتمارس الشعائر الحسينية وغيرها لهو صدقة جارية عند الله وخيراً وإنقاذاً لهم من فتن آخر الزمان وتعرضهم للانحرافات العقائدية، والفكرية وغيرها من حالات الشذوذ التي تشكل خطراً كبيراً على الشباب العراقي.