كثيرة هي التهم الكاذبة التي وُجِّهت للأنبياء والرسل خلال فترة بعثتهم الشريفة للأمم والأقوام السالفة ومنها، الكذب، والسحر، والجنون، وقد أشار القرآن الكريم في العديد من الآيات الكريمة لتلك الإفتراءات والأباطيل منها قوله تعالى (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ* أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُون ) َالذاريات: 52 ـ 53
وقال -سُبحانه وتعالى-
((قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ)) الشعراء الآية -34- وفي آية أخرى ذكر الباري -جلت قدرته- ((أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ)) سورة يونس الآية -2-
وما يهمنا من هذا الأمر انّ التهم السابقة التي وُجِّهت للانبياء والرسل أُعيد تفعيلها ضد كل مصلح ومرجع ديني قال كلمة الصدق ونطق بها، لكن الأسلوب الجديد لا يناسب تلك المراحل من الزمن بل لا بُد من تسخير أسلوب جديد يتماشى مع العصر الحديث، فتهمة الكذب والسحر لربما لا تجدي نفعًا مع المصلحين لأنّ العالم تطور، وأساليب المَكَرة والمخادِعين تطورت مع مرور الزمن لذلك لا بد من إيجاد أكاذيب ينفرها المجتمع الحديث كتهمة –البعث- او –داعش- او –أسرائيلي- كما أُتُّهِم بها مراجع دين سابقون و منهم الشهيد الصدر الآول والثاني –رحمهم الله- ولاحقون كسماحة المحقق الأستاذ، فتهمة السحر لا تنفع في هذا الزمن لأننا نرى إن السَّحَرَة والمشعوذون لديهم اليوم قنوات فضائية ويتكلمون بسحرهم ودجلهم ولا يبالون، ولا يوجد من يتصدَّى لهم إلا النادر الأندر، فعلينا الحذر كل الحذر من أنّ نصدِّق بكل ما قيل أو يُقال بحقِّ كل مصلح سخَّر كُل طاقته لخدمة الدين والوطن، وليس أن نأتي وبكُل جرأة ونقوم بتسقيط رمز من رموز الدين وعَلَمٌ من أعلامِ الورع والإجتهاد وبدون أي حجة او دليل وبرهان.
سامي البهادلي