لو أردنا التحدث عن الرقي والتكامل الفكري والأخلاقي والتربوي فلا بد لنا اولًا أنّ نتكلم عن مدى ارتباط الإنسان بخالقه وهذا الارتباط يجب ان يكون في كل وقت وفي كل لحظة يشعر بها الانسان انه مع الله وان الله تعالى يرقابه على كل عمل يقوم به وبالنتيجة حصول الانسان المسلم على رحمة الباري –جلت قدرته- ولرب سائل يسأل كيف للإنسان ان يكون قريبًا ومطيعًا لخالقه وهل هي مجرد لقلقة لسان؟ ام هو شعور وضمير داخلي يحرك الانسان نحو تحقيق هدف وغاية حقيقية خُلق من اجلها ، وكذلك ليس كل طاعة هي مقبولة وكما ورد عن أهل البيت -عليهم السلام- (إنّ الطاعة مع أهل الباطل لا تقبل والمعصية مع أهل الحق تغفر) فكن دائما وأبدًا والكلام موجه لمن يقرئ هذه الكلمات ومن كتبها على أن تحدد موقفك مع مَن تكون؟ فلا يوجد طريق ثالث إما أن تكون حسينيا قولا وفعلا أو تكون أمويًا
بأمتياز،لذلك نرى ان المنهج التربوي الأخلاقي الذي خطه المحقق الأستاذ والذي تعلمنا منه الكثير في كل كتبه وبحوثه والتي يرتقي فيها بالمكلف نحو التكاملات الفكرية،والأخلاقية،والإنسانية كما أشار لذلك سماحته في هذا الكلام الذي نذكره هنا ((الواجب على كل إنسان امتحان نفسه دائمًا ومحاسبتها ومراقبتها ومعرفة مدى
التحسن والارتقاء في المستوى العبادي والأخلاقي والفكري عمّا كان عليه سابقًا؛ فإذا وجد أنّه قد حصل على الرقيّ والتصاعد في طريق التكامل الحقيقي فليشكر ربّه دائمًا لأنه - تعالى - الخالق والموفق والمنعم والمسدد في هذا الطريق القويم، وليعاهد الله بأنّه سيبقى يثبت في هذا الخطّ التصاعدي نحو الكمال وسيصعّد مستواه الإيماني ويعمّقه فيكون مّمن يذكر الله - سبحانه وتعالى - في جميع الأحوال والأوقات)) انتهى كلام السيد المحقق وهومقتبس من كتاب "الصلاة - القسم الثالث " لسماحة السيد الأستاذ - دام ظله –وعليه لا بد لنا من خطوات
فكرية وروحية وأخلاقية وتربية نتعلم من خلال عملية النضوج والرقي وتحقيق التكاملات الفكرية والأخلاقية.....الخ لان طبيعة الانسان يسعى لتحقيق هذه الغايات وبخلافه يبقى التفكير بالمادية واللذة الجسدية هي طبيعة الحيوانات ولا يخفى على القارئ اللبيب ان الله –تبارك وتعالى- قد فضلنا وكرمنا عن باقي مخلوقاته كما قال تعالى في محكم كتابه الكريم(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) سورة