الحقيقة أنّ كل إنسان منصف يسمع كلام الحق لا بد له من أن ينصف الحقائق مهمًا كان قائلها، المهم هو أن تعمل بتلك القضية الصحيحة وتترك جانب التكفير والقتل والتهم الفارغة التي يمارسها بعض البشر في هذا الزمن أو في أزمنة غابرة، والتركيز والتدقيق على كل مَن ينتسب للدين الإسلامي وينتهج ويسلك طريق هذه الطائفة أو تلك، وكأن النتائج وخواتيم الأمر بيد بنو البشر ولا دخل للخالق –جلت قدرته- شأن فالكثير نصب نفسه حاكمًا ومفتيًا فصار يفتي بقتل هذا وتهجير ذاك وفق هواه، وتفسيق هذه الملة أو ذاك المذهب وفق الأهواء ولكن لنقرأ ونفهم ماذا قال العقلاء وعلى رأسهم المرجع الصرخي حيث قال في المحاضرة {15} من بحث: (ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) ضمن سلسلة بحوث تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي ما نصّه:
((لينتهج السني منهج التشيع ويكون شيعيًا وينتهج الشيعي منهج التسنن ويكون سنيًا، ماذا يضرّك وماذا يضرّني؟ كلنا سنقف بين يدي الله - سبحانه وتعالى -، لكن حرر العقل، ليكن الشيعي سنيًا ويحترم أهل البيت ويحترم أتباع أهل البيت، وليكن السني شيعيًا ويحترم الصحابة ورموز الصحابة ويبتعد عن الفسق والسب والفحش واللعن، كما أنّ الشيعي عندما يكون سنيًا ويصير سنيًا ليبتعد عن الاتهامات الفارغة والفحش والسب والتكفير وإباحة الدماء وسفك الدماء والأعراض والأموال، لنعمل على تحرير العقل، تحرير الفكر بغض النظر عن المذهبية والطائفية والمناطقية والعرقية والقومية.
ولا أتصور أن هذا الموقف مخالف للعقل والشرع ونحن نرى اليوم التنافر والتقاتل بين المسلمين على قضايا خلافية تأريخية ينظر كل طرف لها من زاوية معينة تاركًا جانب العقل والتعقل والتحقيق الدقيق، ومن المؤكد إن المستفيد من هذه الحال هم أعداء الإسلام ومريدي الفتن ومثيريها أهل التكفير والإرهاب والتطرّف.
نعيم حرب السومري