لا بُد من وجود تربية أخلاقية عالية المستوى نتعلمها من سادة العلم ونبراسها الأبدي وهم محمد –صل الله عليه واله- وأهل بيته الكرام تكون لنا باب هداية ما ان نتمسك بها لنجعلها لنا خارطة طريق نسير بها نحو جادة الصواب، والارتباط الحقيقي مع الخالق –جلت قدرته- ومن المؤكد ان هذه التربية نشعر بها ونتفاعل معها مع أقوالهم وأحاديثهم –سلام الله عليهم- لكن نحتاج الى قوة وصلابة رأي وعقيدة صحيحة والتزام واقعي فعلي وليس لقلقة لسان نشعر به لحظة معينه او زمن معين وبالتالي عندما نتعرض للاختبار والامتحان نفشل فشًلا ذريعًا بعد ان أحببنا الدنيا وغرنا زخرفها، ومناصبها،والأموال التي جمعنها من السحت والحرام والحرص الكبير ولكي تتم الفائدة اذكر هنا حديث الرسول الأعظم –صل الله عليه واله- لنتعلم منه ونتفاعل معه ونطبق قوله وهو عن(( أمير المؤمنين عليه السلام: عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في كلام له: العلماء رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، ورجل عالم تارك لعلمه فهذا هالك. وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه. وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله عز وجل فاستجاب له وقبل منه و أطاع الله عز وجل فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه وأتباعه الهوى ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتين أتباع الهوى و طول الأمل أما أتباع الهوى فيصد عن الحق، وطول الأمل ينسي الآخرة )) ويمكن لنا في هذا الكلام ان نقول ان خير من جسد واخذ بعلمه هو سماحة سيدنا المحقق الأستاذ ليس تعرضًا لباقي علمائنا الأعلام فهم قد جسدوا ذلك واقعًا لكن نستطيع القول هو تمييز بالدرجات وهذه حقيقة لمسناها من خلال المطالعة والمتابعة لكل ما صدر منه –دام ظله- من إصدارات مطبوعة او مسموعة وهنا نذكر بعض تلك المقتبسات الاخلاقية
قال سماحته ((الانشداد والارتباط والتعلق بالدنيا وزخرفها من الترابيّات والعنصريات من غريزة الإنسان لأنه مخلوق منها ، فيحبّ ويرغب في جمع ما يؤمل البقاء ، ويطلب ويسعى للحصول ما يكفيه في حياته ، ومثل هذا الطموح والأمل ليس فيه بأس فيما إذا كان السعي لتحقيقه من أجل الخير والصلاح والسعادة للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة طبقًا للتعاليم الإسلامية ، أمّا إذا كان ذلك الطموح والأمل من أجل توفير الرغبات الشخصية المادية بصورة مجرّدة عن الارتباط بالخالق والمنعم والمعبود المطلق ، ومجرّدة عن الارتباط بأخيه الإنسان وبعيدة عن تحقيق الألفة والأمان في المجتمع الإنساني ، فمثل هذا الأمل والطموح داء عضال يوصل الإنسان إلى العمى والضلال وقطع دابر التفكير المنطقي العلمي الصحيح بسبب تفاقم المرض القلبي وتراکم ظلمته لارتكاب المعاصي والرذائل فيحصل الرين والطبع على القلب فلا مجال للهداية والصلاح ، وكذلك فيما إذا وافاه الأجل فلا تتوفر له الفرصة للتوبة وتطهير النفس والقلب . وقد ورد عن المعصومين (عليهم السلام) : {ما طال عبدٌ الأملَ إلّا أساء العمل