((عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَلا تُرى وَلا اَسْمَعُ لَكَ حَسيسًا وَلا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى...))
هذه بعض الفقرات من دعاء الندبة الذي يستحب قراءته يوم الجمعة وهو متعلق بالإمام المهدي --عليه السلام- ومِن المؤكَّد أنّ هناك بعض المفردات التي وردت في هذا الدعاء نحتاج الوقوف عندها وتفسيرها، وهل لها مصاديق في واقعنا الحالي ام أنها قد حدثت في زمان ماضٍ؟!
وهنا أريد أنْ أشير الى هذا الكلام: ((عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى)) وأخص بالذكر (الضجيجُ، والشكوى) ما معنهما ؟! لربما كلمة (الشكوى) واضحة وهي ما يفعله عامة أتباع أهل البيت-عليهم السلام- حين يمرون بمصاعب الأزمنة وجور الحكام الظلمة فإنهم يشتكون ويتضرعون للهِ تعالى ويتمنون ظهور القائم المهدي -عليه السلام- للقضاء على تلك الطغمة الفاسدة والقبيحة والتي نشرت الفساد، والخراب، والدمار، والقتل، والفتن بين المسلمين في أغلب بلدان العالم والبلاد الإسلامية، وهذا ما نراه يتجسد واقعًا وبشكل كبير جدًا في هذا الزمن الذي أصبح فيه المؤمن القابض على دينه كالقابض على الجمر من شدة الفتن وهول المصائب التي تمر عليه، أمّا الفقرة الاخرى التي أحب أن اشير إليها وهي (الضجيج) فهل لها تفسير آخر، او لها مصادق آخر متحقق ام لا؟! وبتصوري وعلى احتمال الأطروحة فأقول: إنها تتجسد اليوم بعزاء الشورالمقدّس والبندرية الذي فيه الضجيج واللّطم على الرؤوس وفيها نندب صاحب الزمان بقصائد لا تخلوا من كلمات الألم، والحرقة، والتعب، والبلاء الذي لحق بالمسلمين عامة، وبأنصار المرجع المحقّق الأستاذ الصرخي الذي بصورة أخص لكونه الامتداد الحقيقي للقضية المهدوية المقدسة.
جانب من مهرجان الشور المقدّس الذي أُقيمَ مؤخرًا، في محافة بابل، مدينة القاسم...
https://web.facebook.com/alsrkhy.alhasany/videos/2014167568654717/ سامي البهادلي