هناك حديث للرسول الأعظم محمد- صلى الله عليه وآله- يقول (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) وهنا لا بُد لنا من تسليط الضوء على هذا الحديث الشريف وما حفه الله-جلت قدرته- ببني البشر من كرامات وتعظيم لا تعد ولا تحصى لذلك شاءت قدرته-سبحانه وتعالى- أن تكون للإنسان منزلة كبيرة وعظيمة سواء كان ذلك في حياته أو بعد مماته، قال تعالى:( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) سورة الإسراء، فمن النعم والتفضيل الإلهي علينا أن يبقى عملنا قائم حتى بعد الممات لكنه مشروط ببعض الأمور الأخلاقية التربوية التي أشار إليها حديث رسول الله-عليه أفضل الصلاة والسلام-، لذلك سأتناول في هذا المقام بعض الأمور العبادية والتي تعتبر صدقة جارية وكما أشار لها الحديث الكريم حيث حث عليها سماحة المحقق الأستاذ على ممارستها في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك ألا وهي الأمسيات القرآنية التي تقام في المساجد والحسينيات والتي يحضرها العديد من الشباب، والشيوخ، والأشبال وما للقرآن من دور كبير في حياة المسلمين وغير المسلمين وقد ورد عن النبي المصطفى هذا الحديث وهو(تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي) فقد كان الثقل الأول هو القرآن الكريم ،وقد وردت عدة روايات بخصوص قراءة القرآن الكريم نذكر منها على سبيل المثال
عن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) وأيضًا هذا الحديث أن الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم- خرج على حلقة من أصحابه فقال : ( ما يجلسكم ؟ ) فقالوا : جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا الإسلام ، ومن علينا به . فقال : (أتاني جبريل-عليه السلام- فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة)، (صحيح مسلم)
وهنا نذكر أحاديث الإمام علي-عليه السلام- بخصوص كتاب الله
عن الإمام علي-عليه السلام-:1- «واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنىً»
2 ـ وعنه-عليه السلام-: «ومن طلب الهدى في غيره أضلّه اللّه»
3 ـ وعنه-عليه السلام-: «وفيه ربيع القلب .. وما للقلب جلاءٌ غيره»
4 ـ وعنه-عليه السلام-: «ولا تكشف الظلماتُ إلاّ به» ولقد كان ولا زال القائد الحقيقي يمارس دوره في إرشاد وهداية المجتمع مستخدمًا كل الطرق الصحيحة والقويمة لأجل تقويم الاعوجاج الحاصل لدى الأمة بعد أن عصفت بها رياح التغيير، فهذا هو مرجعنا وقائدنا السيد المحقق الأستاذ وهو يرشد ويوجه مكلفيه وأتباعه نحو الفضائل والأخلاق والتربية الصحيحة والتي كانت آخرها وليس أخيرها هي التربية القرآنية التي تعتبر ربيع القلوب، وما لها من منزلة كبيرة وعظيمة خصوصًا إذا مارسها الأشبال والشباب وأهدوها إلى أبنائهم وأمهاتهم الذين وافهم الأجل .