المعلّم الصرخي: ابن العبري يخالف المنهج التيمي في تقصّي الحقائق التأريخية !!
--------------------
بقلم: باسم الحميداوي
لقد أسهب المؤرخون في كتابة التأريخ وأسهبوا في تدوينه كُلًا بحسب رؤيته للأمور، فمنهم مَن يتقصّي الحقائق ويتوخّى الصدق، ومنهم مَن يكتب وفقًا لمصالحه أو توجّهاته الشخصية والفكرية والمذهبية. خصوصًا الذين يحق أن نقول فيهم أنهم شذّاذ آفاق وأصحاب أقلام ماجورة.
لقد تصدّر ابن تيمية وأتباعه قائمة هؤلاء الدخلاء في تقصّي الحقائق). ففي هذه الحادثة من حوادث التأريخ الإجرامي المغولي حينما جاء لملاقاة جيّش التون خان ملك الخَطَا في ذلك الحين. هذه الحادثة شرع في التحقيق فيها المحقق الصرخي ونقلها من ذلك التأريخ في إحدى محاضراته القيّمة عن أحد المؤرخين وهو ابن العبري "مؤرخ سرياني مستعرب من نصارى اليعاقبة" وقد عُدّ ابن العبري في مصاف المؤرخين المعروفون بحكمتهم.
فقد خالف ابن العبري ما ذكره ابن تيمية في تقصّي الحوادث التاريخية.
لنقرأ للمحقق الصرخي لنعرف الفارق بين ما كتبه ابن العبري في تقصي الحقيقة التأريخية وبين ما ذكره ابن تيمية في هذه الحادثة من تدليس في ذكر هذه الحادثة حيث قال المحقق الصرخي:
5ـ وقال ابن العِبري/ (248): {{أـ فجيّش التون خان ملك الخَطَا مائة ألف مِن شجعانه، وقدّم عليهم أميرًا مِن أمرائه، وأنفذهم للقاء المغول، فلمّا وصلوا إليهم، استحقروهم لقلّتهم بالنسبة إليهم، وتهاونوا في أمرهم، وأرادوا أن يسوقوهم كما هم إلى ملكهم التون خان، ليفَرّجوا بهم عنه غمَّه، إذا هو ضرب عليهم حلقة وصادهم صيدًا.
ب ـ فشَغَلهم المغول بفتور المكافحة، وأطمعوهم إلى أنْ وصلتِ الأفواج التي مع قاان، فأوقعوا بعسكر الخَطَا، ولم يَفلِتْ (يُفلِتُ) منهم إلّا النَّزْر.
جـ ـ وكان التون خان (مَلِك الخَطَا) بمدينة تسمّى نامكينك، فلمّا بَلَغَه الخبر بما جرى على أصحابه، ارتاعَ وأيِسَ مِن حياة الدنيا، وجمَعَ أولادَه ونساءَه وكلَّ مَن يَعِزّ عليه، ودخلوا بيتًا مِن بيوت الخشب، وأمر بضرب النار فيه، فاحترق هو ومَن معه أَنَفَة (عِزَّة وحَمِيّة) مِن الوقوع في أسر المغول، ودخلت عساكر المغول إلى المدينة، ونهبوا وأسروا البنين والبنات وأمّنوا الباقي، وفتحوا غيرها مِن المدن المشهورة، ورتّب بها قاان الشِّحاني. [وضع فيها المحافظ ، المسؤول الأمني ، الحاكم العسكري ، الحاكم المدني].
د ـ وبينما هم مسرورون بفتح بلاد الخَطَا، توفّي تولي خان، وكان أحبّ الأخوة إلى قاان، فاغتمّ لذلك كثيرًا، وأمر أن زوجته تتولّى تدبير عساكره، وكان لها مِن الأولاد أربعة بنين: مونككا وقوبلاي وهولاكو واريغبوكا، فأحسنتْ تربية الأولاد وضبط الأصحاب، وكانت لبيبة مؤمنة، تدين بدين النصرانيّة، تعظّم محلّ المطارنة والرهبان، وتقتبس صلواتهم وبركتهم.
هـ ـ وجعل (القائد المغولي) مخيَّمَه على شاطئ نهر اتل، وغزا هذه النواحي (بلاد الصقالبة واللّان والروس والبلغار)، فقتل فيها خلائق بلغ عددهم مائتي ألف وسبعين ألفًا،...
وهنا تاتي تعليقة السيد الاستاذ على نحو استفهام ....
مِن أين علمتَ بهذا؟!!
هل كما يقول ويفتري التيمية؟!!
فهل أخذ مِن نهج وتدليس ابن تيمية ومِن خزعبلات وروزخونيات وهنبلات وأكاذيب ابن تيمية؟!!
والجواب: كلا!!!
إنّه يعلم أنّ تلك أكاذيب وادّعاءات، ومِن هنا أعطى السبب حيث يقول:[عُلِمَ ذلك (عَدَدُهُم) مِن آذان القتلى التي قطعوها امتثالًا لمرسوم قاان، لأنّه تقدّم بقطع الاُذْن (الاُذُن) اليمنى مِن كلّ قتيل.
مقتبس من المحاضرة {48} من بحث :وقفات مع.... توحيد_ابن_تيمية_الجسمي_الأسطوري "ضمن سلسلة بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ_الإسلامي.
18 ذي القعدة 1438 هـ 11_8_2017م