(الإمام القائم) ....بين علّة الغيبة وحكم السماء
---------------------
بقلم ...باسم الحميداوي
القانون السماوي المطروح بين يدي الإنسان برغم من أنه حكم لامناص منه وجب تطبيقه إلا أن الإنسان يكون مخيرًا بين الرفض والقبول وهذان الشيئان خاضعان لشروط و ومقدمات شرعية من جهة ومن جهة أخرى عقلية يكون محصلته النجاح ورضا الله تعالى
ومن الأمور المعقّدة التي يعيشها الإنسان ولأجلها عاش هي الأمور العقائدية وأخص تلك العقائد هي الارتباط بالله تعالى ومن ثم تأتي التكاليف تباعًا كل وتكليفه مع الوسع والقدرة (لايكلف الله نفسًا إلاوسعها)
وأثقل تلك التكاليف هي تلك التكاليف والمهمات التي حملها أهل البيت-عليهم السلام- إذ لايستطيع أحد على وجه الأرض أن يحملها ..فحملها الرسول وآل بيته-صلى الله عليه وآله- وقد تجسد حمل تلك التكاليف وتجمع ثقله في آخر الزمان وصاحبه الإمام الحجة أرواحنا لتراب مقدمه الفدا
وبالتالي سوف يقع ثقل هذا التكليف على
الأتباع فهم شركاء ووريثين شرعيين
بلحاظ التكليف لابلحاظ آخر
ويبقى أمر مهم ومحيّر وقضية أكثر حيرة وهي قضية خروج الإمام-عليه السلام- وقيامه لابخفاء العنوان ولا على النحو الافتراضي أو على نحو الأطروحة والمصاديق
بل إن الأمر يتعلق بقيامه بما هو هو-سلام الله عليه- بلحمه ودمه
وأغلب العامة وبما فيهم نحن نعتقد أن الساعة أو (القيام) هو مرتبطة أولا وآخرًا بمأذونية الله تعالى
نقول نعم كل شيء هو بمشيئته-جل وعلا- لكن هذا لاينفي أن يكون قيامه خاضعًا للموازين والتقديرات التي تدور في عقله -سلام الله عليه- ,
بتعبير آخر أن الإمامة هو تكليف ألبس جلبابه الله –تعالى- لخاصة أوليائه وكان الإمام المهدي-عليه السلام- من ضمن الأشخاص الذين اصطفاهم الله-تعالى- لتولي أمور العامة
فالقضية أولا وآخرًا متعلقة به-سلام الله تعالى عليه-
هو من يحدد ساعة القيام أو التأخير فالمحصلة إذن إن ماحصل من أمور الغيبة والاختفاء التي عمل بها-سلام الله عليه- طيلة 1200 عام هو من صنع يده بإرادة إلهية
وكذا أمر قيامه فإنه أيضًا مناط إليه وما عليه إلا الاستئذان من ولي أمره وهو الله-تعالى- عن طريق التوكل عليه-جل وعلا-
فلا يختلف الأمر عن من له ارتباط به-سلام الله عليه- قريب أو بعيد نسبيًا , فكل من يرتبط بالإمام-عليه السلام- شرعًا وعرفًا يسري عليه هذا النظام وأقرب شخص وأدناهم إليه-عليه السلام- هو النائب في غيبته
ونقصد به المحقق الأستاذ الصرخي فهو الآخر الذي لديه تكليف وبما أنه كذلك فالأمر مناط إليه
وهو الأعلم بأمور زمانه وله حق التصرف مادام هناك غيبّة للإمام-عليه السلام- وهو الوكيل الشرعي له-سلام الله تعالى عليه-
وهو أدرى بالمصلحة من غيره ولا أحد له الحق في الاعتراض والتصريح أو حتى التلميح
والأمر الذي يجعلنا لانرى لهما قرار (الإمام ونائبه)هو بسبب تسلط الانتهازيين الذين سيزولون كما تزول الغيوم التي حجبت ضوء الشمس والقمر
وإن غدًا لناظره قريب.