شهداء العقيدة والمبدأ, شهداء العشرين من شعبان ...مصداق حقيقي لمعنى الشهادة
---------
بقلم ..باسم الحميداوي
اتفقت جميع الملل والنحل والاديان ان من يقتل في سبيل معتقده فهو شهيد
وتوالت بعدها مصاديق الشهادة بمعية الاحاديث وحسب زعم ناقليها انها متواترة وانها منسوبة لاهل البيت عليهم السلام ان من يقتل دون ماله ومعتقده فهو شهيد
لكن يخالف هذا الطرح ما جاء في شرائع الاسلام التي ارتكزت عليها اراء جملة من العلماء وفي هذه القضية حصرا
وقد تعددت التعريفات بهذا الخصوص
لكن يظهر ان هناك خصوصية تمتع بها فئة من الشهداء دون غيرهم ولاهمية هذا العنوان ومكانته فقد بالغ المتشرّعة في تسمية الشهيد واعطائه المنزلة التي يستحقها من خلال الوصف الذي جاء على لسان المعصومين عليهم السلام وقالوا ان الشهيد هو من استشهد بين يدي الامام عليه السلام او من ينوب عنه
فهذا يعتبر شهيد
وقد قال العلماء في سبب تسميته شهيداً: إنّ ذلك بسبب شهادة الله تعالى الملائكة بالجنّة له، وقال آخرون: لأنه يظلّ حيّاً، فكأنما روحه تبقى شاهدةً، وقيل: لأنه يشهد لحظة خروج روحه ما أعدّه الله له من نعيم وكرامة، وقيل أيضاً: لأنّ الملائكة تشهد له بحُسن الختام، كما قيل: إنّ ذلك إشارة لوجود علامة فيه تشهد له بالجنة، والشهداء يظلّون أحياء عند الله تعالى، يُرزَقون من نعيمه المُقيم،قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).[٤]
كثيرة هي الاحداث والوقائع التي سقط جرائها اناس وهو يدافعون عن بلدهم ومعتقدهم وعن دينهم
وهؤلاء الذين سقطوا يتمنون ان ينالوا تلك الدرجة لكن قبل ان يسقطوا مضرجين بدمائهم
هل عرفوا مواصفات الشهيد ماهي؟
ياترى هل عرفوا ان من يريد ان يلبس تاج الشهادة المقدس عليه ان يعرف دون من يقاتل؟
وتحت راية من يقاتل ؟
حتى لايكون الجهد الذي بذله والتضحيات التي قدمها يخرج منها خالي الوفاض.
لكن مع كل هذا فقد ارشدتنا الشريعة السمحاء
وقالت ان من يسقط قتيلا بين يدي الامام عليه السلام حصرا او من ينوب عنه
فقد ينال تلك المرتبة .
اليوم يصادف العشرين من شعبان نستذكر من خلالها
الثلة المؤمنة التي سقطت تحتضن الارض وتسقيها بدمائها الزكية وهي تذود بارواحها
وتجود بالنفس وتدافع عن العقيدة والمبدأ
في العشرين من شعبان دماءٌ سُفكت من أجل الوطن والعقيدة والمبدأ، دماءٌ سقطت على أرض كربلاء، فامتزجت مع دماء شهداء الطف، شهداءُ حسين العلم والأخلاق والإباء
شهداءٌ بلا سلاح، الا سلاح العلم والفكر والأخلاق والولاء للوطن..
قدَّموا أرواحهم قرابين من أجل العلم والإنسانية والعراق، بعد أنْ استوعبوا معنى التضحية والشهادة الذي نهلوه مِنْ معين الأستاذ المُعلم الذي يقول: « إنّ الإسلام اليوم يتطلب منك قدراً قليلاً من التضحية بوقتك، براحتك، بمصالحك الشخصية، برغباتك بشهواتك، في سبيل تعبئة كل طاقاتك وامكانياتك وأوقاتك لأجل الرسالة. أين هذه التضحية من تلك التضحية العظيمة التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام من تضحيته بآخر قطرة من دمه، بآخر شخص من ذرّيته، بآخر كرامة من كراماته بحسب مقاييس الإنسان الدنيوي؟! لا بدّ أن نعيش دائماً هذه التضحية، ونعيش دائماً مدلول هذا الدم الطاهر لكي يكون ثمن دم الإمام الحسين حيّاً على مرّ التاريخ».
تلك الأرواح الطاهرة تبقى حاضرةً في ضمير الأستاذ الصرخي والأحرار والشرفاء.. فَمِنْ كلامٍ له بحق شهداء (العشرين من شعبان) قوله: « فلابد ان نسير على هذا النهج في ذكر الشهداء شهداء الشعبانية الذين سقطوا من اجل الدفاع عن الدين والمذهب الشريف المقدس فلابد من ان نقف لتلك الدماء الزاكية الطاهرة اجلالا وتقديسا لها ولتلك الارواح والنفوس الزكية».