معالجة العجب والتكبر............ في فكر المحقق الاستاذ
-----------------
بقلم ....باسم الحميداوي
لانتوقع يوما من الايام بل لانتصور ان يصدر حكم او امر من الباري عز وجل الى الانسان الا وفيه غاية وهدف بحيث لو تدّبرنا وفكّرنا قليلا بين طيّات تلك الاحكام لوجدناها كلها او جلها تصب في صالح ذلك الانسان لان الاصل في وضع تلك الاحكام هي لرفعة العبد وعلو مكانه ليس الا .
وعليه فان العبد لايعذر ابدا في اي حال من الاحوال عند ارتكابه المآثم والمعاصي الا في بعض الحالات التي يسمح بها الله تعالى المقصود فيها عند (الاضطرار) .
لايستطيع احد ان ينكر اننا نعيش في دوّامة هذه الدنيا الدنيّة ووسط امواجها الهائجة الضلالية الظلامية وغرورها وملّذاتها , واعظم شيء من الممكن ان نحذر منه على الداوم هو الكبر او التكّبر او الغرور وهو لباس ابليس اللعين الذي يحاول جاهدا ان يلبسنا اياه .
ولكي نضمن السلامة وسوء العاقبة علينا ان نحّصن انفسنا من الوقوع بين ضياع وتيه هذه الدنيا من خلال العلم والتعّلم والتدّبر لتكون المحصلة الفلاح والنجاح والفوز في الدارين وهذه غاية يلهث وراءها الكل وبلوغ الهدف .
وفي هذا السياق نقف عند كلام سلطان المحققين الاستاذ الصرخي وهو عبارة عن مقتبس من البحث الأخلاقي " معراج المؤمن " قال فيه سماحته....
--------------------
((إن شر أنواع الكبر ما يمنع استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له فقد تحصل المعرفة للمتكبر ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق قال الله _تعالى_: "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً" (النمل: من الآية14)
أفعال الصلاة تمثل أحد الأساليب العملية المناسبة لمعالجة العجب والتكبر عند الإنسان، كما في وقوفه ذليلًا صغيرًا أمام الله - تعالى - وعندما يركع ويسجد لله على نحو الذُّل والعبودية، وكما في التحاق المصلي بصلاة الجماعة فيكون في صفوف المصلين من هو أقل منه مالًا وولدًا وحسباً ونسبًا. ))
مقتبس من البحث الأخلاقي " معراج المؤمن " لسماحة السيد الأستاذ - دام ظله -