نيّة العمل ....في فكر المحقق الاستاذ
-------------------------
بقلم..باسم الحميداوي
قيل في حق (النية) انها ارادة تفعل في القلب
فعن النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله) قال: نية المؤمن خير من عمله
ويمكن ان نختصر كل تلك الاوصاف التي تتحدث عن النية بانها عبارة عن شيء يدور في قلب الانسان يسبق عمله
وعليه فان الله تعالى لاينظر الى عمل اي انسان حتى وان اتمه على احسن وجه مهما كان طبيعة ذلك العمل اذا لم يقترن بالنّية هكذا ينتهي بنا المطاف مع جميع اعمالنا .
فالنية رغم انها تسبق العمل درجة الا انها تدخل في حسم الثواب والعقاب وقد بالغ المعصومين عليهم السلام في تحديد المكانة التي توضع فيها هذه الارادة القلبية وعليه يجب ان يكون الانسان حريصا بشكل كبير في مداراة هذين المحورين العمل والنية ولارتباط هذين الشيئين ارتباطا وثيقا وحتى لايكون العمل ومشقته يذهب ادراج الريح فقد حذرنا الشارع المقدس من مغّبة التفريط بهما والاختلال باحدهما وخصوصا (النّية)
ولنطلع على ما قاله سلطان المحققين الاستاذ الصرخي في وصف راقي وفيه يفرق بين النية الخارجة من الانسان البسيط الذي يؤآثر بعطاء زهيد وبين الثري الذي يبذخ في العطاء فيقبل من الاول ويرد من الاخير
كما حصل لقابيل الذي رد ما منحه بينما قبلت من هابيل والسبب هو النوايا
حيث قال المحقق الاستاذ ....
أن العمل هو النية والنية هي العمل ،فالعمل البسيط التافه في مظهره الاجتماعي الظاهري كاعطاء نصف الرغيف للفقير وكاهتمام القلب وشفقته على الأعمى اكبر وأرفع وأسمى من عمل الثري الذي يتبرع الى مدرسة الأطفال اوالملجأ،مادامت نية الفقير اصفى وأنقى وأصدق.