الفكر المتحجر عدو الإسلام.
بقلم د.جلال حسن الجنابــي
إن أول من وقف بوجه رسالة السماء هم الذين تبنوا مضمون :
(إنا وجدنا آبائنا على أمةٍ وإنا على آثارهم )
ولم يعاني النبي المرسل من أصحاب الفكر الذين أطّلعوا على دليل نبوته ولمسوا صدقه فقالوا (أسلمنا لرب العالمين ) وكانوا يناقشون ويفحمون المشركين في النقاش وبعد انتشار الإسلام وامتلاكه القوة في الجزيرة العربية وما حولها ، دخل المنافقين مجبرين خائفين فأسسوا لأنفسهم القوة وسعوا جاهدين لامتلاك السلطة ، وعلى رأسهم معاوية الذي حصل عليها وتمسك بها تمسك الأعمى ، ودافع عنها بالرجال والأموال المسلوبة من بيت المال وقرّب الأئمةُ المضلين علماء المال والسلطة ، فجعلوا له من الروايات والأحاديث ما يخدع به جهلةَ الناس وأخذ البيعة لولده الفاسد (يزيد) ففعل ما فعل وهكذا اشتد خط الانحراف المعادي لأهل البيت عليهم السلام علنًا وللنبي وصحابته باطنًا ، وجاء من بعدهم مَنْ يُمجدهم ويبرر مفاسدهم ويضع لهم المناقب عوض المفاسد أمثال المنحرف ابن تيمية وعندما تناقش احدهم بالدليل العلمي الأخلاقي المدعوم من القران والسنة ، لا تجد لهم جواب سوى الطعن والسب كما كان يفعل مشركوا مكة من اتهام الرسول الله بالسحر والجنون والكذب ، لأنهم لا يستطيعون الرد على دليله العلمي الأخلاقي ، وقد بين الأستاذ المحقق الصرخي هذا التحجر في العقول لأتباع المنهج التكفيري بقوله في أحد البحوث التاريخية والعقائدية :
((التكفيري لا يصدِّق لو أتيت بكلّ الدلائل حتى لو كانت مِن الصحابة
لو أتيت بكلّ البيّنات وكلّ الدلائل للتكفيري للخارجي لا يقبل، لا يصدّق أو لا يقبل أو يرفض أو يطعن أو يكذّب بكل ما تأتي به !!)) انتهى كلام الأستاذ المحقق.
-ومن هذا المنطلق أقول لكل مسلم يريد النجاة استثمر جوهرة العقل التي منحك الله إياها وبها يثيبك أو يعاقبك وأنظر كيف وصل بك الحال أن تعادي أهل بيت النبوة ، وتجهد نفسك وتفكيرك كي تحُط من قدرهم وتدافع وترفع من شأن من قتلهم وعاداهم كونه عادى الخط الحقيقي لامتداد النبوة الخاتمة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .
مقتبس من المحاضرة ( 7 ) من بحث ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد )
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم
1 ذي القعدة 1437هـ - 5/ 8/ 2016م
https://a.top4top.net/p_7090j0wt1.png