تعدد الصور الشعرية في القصيدة الحسينية ضرورة عصرية .. الشور والبندرية مثالاً !!
بقلم د.جلال حسن الجنابي
المطلع على سيرة الأنبياء صلوات الله عليهم والطريقة التي بُعثوا بها والأسلوب الذي ينتهجونه لهداية الناس، تجده يختلف من نبي الى آخر، حسب العصر وظروفه وطريقة عيش الناس ومستوى رقيّهم العقلي وطبيعة استجابتهم، فتارة تفسير الرؤى والإخبار بما يدّخرون وثانية بإحياء الموتى وشفاء الأمراض المستعصية وخلق طير من الطين والنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله وثالثة بما يقابل السحر وإبطاله وغيرها من أساليب بما يماشي عصر الناس في مختلف الأوقات وكل هذه الأساليب لهداية الناس ومناغمة عقولهم بما يتلاءم مع عصرهم وظروفه الذي يعشوها، وبما أن الحسين عليه السلام يمثل امتدادًا للنبي صلى الله عليه وآله وامتدادًا لرسالة الإسلام وإن الإسلام حسيني البقاء بما قدمه الحسين عليه السلام من تضحيات للحفاظ على الإسلام المحمدي المعتدل الأصيل من الضياع فينبغي أن نوصله للمجتمعات وللناس عمومًا وللشباب خصوصًا بما يتقبلوه ويتفاعلوا معه وضمن ضوابط الاعتدال والوسطية وإطار الإسلام وثوابته ومبادئه وهذه من أحد عوامل حفظ الشباب من الضياع والابتعاد عن النهج الحسيني ومبادئه والالتصاق بمدرسة الحسين عليه السلام والتي من أحد صورها المنبر والشعائر الحسينية وما قدمته المكاتب الشرعية للمحقق الأستاذ الصرخي الحسني من إقامة مجالس حسينية وعلى طريقة الشور والبندرية التي يتفاعل معها الشباب وتثير فيهم الروح الجياشة المتعلقة بنهج أهل بيت الرحمة الأطهار ومحبتهم والاستعداد لنصرتهم هي من أرقى الوسائل لحفظ شبابنا من الإلحاد والنفور عن الدين، والانخراط للتفاهات الدنيوية من عادات سيئة وأعمال فرضت على المجتمعات الشرقية بوسائل العولمة والاتصال.
http://cutt.us/reoyC وأخيرا أقول تعدد الوسائل والأساليب لحفظ الشباب من الانحراف وجرَهم الى دينهم ضروريًا عقلًا، ولكن ضمن ضوابط الشرع والاخلاق بل هو ضرورة شرعية في إطار حفظ المجتمع والفرد من الضياع والإنحلال.