بقلم د.جلال حسن الجنابي
لله جل وعلا حجة في كل زمان على خلقه وهذا مقتضى عدالته ورحمته وفضله وإحسانه (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ) فكان رسول الله صلى الله عليه واله الحجة البالغة والقدوة الحسنة وحكم الله على الارض في زمانه واذا حصل الخلاف في مسألة يرجع اليه جميع الصحابة لحسمها فعنده القول الفصل وبعد رسول الله كان الامام علي عليه السلام هو الفيصل في الاحكام حتى قال فيه عمر بن الخطاب (لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابا الحسن ) على الرغم من أن الخلافة الظاهرية كانت عند غيره لكن الاحكام والحسم فيها عند التعسر ترجع الى الاعلم وهو حجة الله على الخلق وكان الائمة هم الحجج إمام بعد إمام الى أن حصلت الغيبة الصغرى فكان الحجج (السفراء الاربعة ) فيها حجة بعد حجة ولم يشترك اثنان في زمن واحد على الرغم من تواجدهم في نفس الزمان والمكان وعند حصول الغيبة الكبرى كان العالم الراوي للحديث الاعلم بالقران والسنة هو الحجة حسب الحديث المروي عن الامام المهدي عليه السلام (إرجعوا الى رواة حديثنا ) وتقريبا كل من تصدى للمرجعية يقول بوجوب تقليد الاعلم والقران يقول بذلك والرسول يقول بذلك قال تعالى عندما اعترض قوم طالوت على توليه القيادة عليهم (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ )قال الإمام الصادق
[ ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم سفالاً حتـى يرجعوا إلى ما تركوا ]بحار الأنوار ج10 / باب9 / ص134
فلماذا يخالف الموجود من العلماء الان هذه السنة الالهية وكل يدعو الى نفسه ولماذا الموجود المئات الذين يشتتون فكر الرعية ويجعلونهم طرائقا قددا ولماذا ركزوا على اهل الخبرة المتساقط رأيها لتعارضهم (حيث ان اهل الخبرة منقسمين على مراجع كثر ولم يحسموا الامر بمرجع اولا وثانيا لعدم اطلاعهم على جميع بحوث العلماء ليقيموا من الاعلم فيكون الاخذ برأيهم مخالف للعقل ولما جاء به الاسلام من وجوب اتباع البينة قال تعالى (الرحمن خلق الانسان علمه البيان ) وتركوا المائز الذي ركز عليه القران والسنة واهل البيت وهو العلم والدليل العلمي وكدليل على اهمية وجود الاعلم وفضه للنزاعات ما يحصل اليوم من خلاف حول طور الراب الاسلامي والمهدوي وترك الرعية تتشتت بما يبثه اصحاب المنابر من اراء وادلة ما انزل الله بها من سلطان ولما يكون المرجع الاعلم بالدليل والبينة قد حسم الامر وجوز الراب الاسلامي بل فيه توظيف لهداية الشباب الذين اجتاحهم الراب الغربي فعلى الجميع أن لا يتكلم بحلية وحرمة للراب قبل ان يأتي بدليل مرجعه العلمي وكونه الاعلم على علماء زمانه من خلال مناقشاته لارائهم الاصولية والفقهية ويطرح اشكالاته الفكرية الاصولية التي تثبت اعلميته عليهم ولاياتي أحد ويقول أن المرجع ليس له الوقت في الرد!!! وهل وظيفته امام الله الا العلم ورد الاشكالات الا يكون اهل البيت لنا قدوة حسنة في تصديهم لرد اي شبهه وأي فتنة وأي علم يشعرون بخطورته على المجتمع الا يرون أن الامام الجواد ناظر جمع من العلماء من مختلف الطوائف والمذاهب والاديان في وقت واحد لثقته بالله وبعلمه الذي منحه الله إياه وهذا خطه، الحق المتمثل بالمرجع الاعلم رافعا صوته منذ عشرين عاما الفكر المتين دليلي على اعلميتي فمن رده او اشكل عليه اتبعه انا ومن يقلدني ) ما هذه الثقة يابن خط الانبياء ما هذه الثقة يابن خط الائمة والاوصياء ما هذه الثقة يابن خط القران العظيم
واخيرا أقول لا يعود الاسلام الى قوته وتوهجه ورفعته الا بالرجوع الى الدليل العلمي بالنقاش وترك التكفير وكم الافواه فعلى كل مثقف يبحث عن الاسلام الاصيل أن يرفع صوته مطالبا بالدين الوسطي المعتدل الذي يقبل النقاش العلمي كحل لكل خلاف ويترك خط الجاهلية واهل الكفر الذين قالوا في ردهم على الدليل العلمي النبوي القران الكريم (لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه )