وقفات في محطات مسيرة كربلاء.
الوقفة الثانية ..............................................
لا اعتراض على الشعائر لكن التبرع بالدم أهم
بقلم احمد السيد
قال تعالــــى في محكم كتابه العزيز :
(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) . ومن أعظم الشعائر هي شعائر العزاء على مصاب أهل البيت عليهم السلام وخصوصا ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي تخرج مواكب المعزين في كل بقاع العالم بأساليب عزاء مختلفة كاللطم والزنجيل والتطبير وغيرها من شعائر ، ولعل من أهم تلك الشعائر التي واجهت جدلًا وانتقادًا واسعًا لدى الكثير من العلماء والعامة لاعتبارها لها أذية على النفس أو لم يأت بها نص صريح ، وكثير من الأسباب لا يمكن لأحد أن يلغي شعيرة أو ينتقدها مادامت تحاكي واقع الحادثة ، وتأسياً بما حصل لإبطالها في تلك الصحراء على أيدي شرار الخلق ، فلا حق لأحد التطاول على الشعائر لكن يجب أن تكون هذه الشعائر مهذبة وخاضعة لضوابط الأخلاق والالتزام الديني ، كي تكون فعلًا عبادةً وتقربًا إلى اللهِ تعالى لا رياءًا وسمعة ، فنحن أولى بالالتزام ونقل صورة الإسلام وفق ما يرتضيه الشرع والأخلاق .
فإننا نجد ان علماء الأمة لهم الأثر في قيادة المجتمع نحو المسار الصحيح والذي ينشأ أمة إسلامية قوية تبتعد عما يضرها وتدني ما ينفعها من أساسيات لدينها وعاداتها العقائدية والإجتماعية ، ونظرا لما يمر به بلدنا العراقي وسائر البلاد الإسلامية من ويلات وظلم وقتل وإرهاب اتسعت آفاقه خلف الكثير من الشهداء من المدنيين والقوات المسلحة البطلة إضافة إلى أضعاف مضاعفة من جرحى تلك العمليات الإرهابية من مدنيين وعسكريين الكثير منهم تتوقف حياتهم وعودتهم لأطفالهم وذويهم على قنينة دم أو قنينتين كأقل تقدير !! فقد تناقصت كميات الدم في الكثير من مصارف الدم في البلد !!لذا فإن من العقل والتفكر أن يكون التبرع أولى من التطبير وتأذية النفس قطعًا .فأول مَن قام بهذا الفعل وسيّر المواكبِ للتبرع بالدم هم أنصار المرجع المحقق الصرخي والذي تطرق لهذا الموقف في احدي بياناته بهذا الخصوص حيث قال :
(((أنا وأبنائي الأعزّاء نفتخر بأننا أوّل من أفتى وطبّق والتزم بفتوى إبدال شعيرة التطبير بشعيرة التبرّع بالدم ، فخرجت مواكبنا في كل المحافظات وهي تحمل معها كل مستلزمات التبرع بالدم وحصل التبرع في نفس المواكب في يوم العاشر من المحرم الحرام ولسنين عديدة .)) وقطعًا للنزاع والاختلاف أجاب المرجع الأستاذ الصرخي على استفتاء قليل الكلام بليغ المعنى ليضع النقاط على الحروف حول الموقف من شعيرة التطبير هذا نصه :
((#التطبير بينَ المشروعيةِ والتبرّعِ بالدمِ , بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ : السلامُ على جدِّ الحسينِ وعلى أبيهِ وأمِّهِ وأخيه، والسلامُ على
#الحسين وعلى عليٍّ بنِ الحسينِ وعلى أولادِ الحسينِ وعلى أصحابِ الحسينِ .لقد ذكرْنا في أكثرِ من مقامٍ مواردَ مشروعيةِ التطبيرِ، وفي هذا المقامِ نُلزم أعزاءَنا بعدمِ التطبيرِ، ومَن كان في نيّتِه التطبيرُ وكانَ عاقدَ العزمِ عليه فليتوجّهْ إلى أيِّ مشفىً أو مركزٍ صحيٍّ للتبرعِ بالدمِ لمن يحتاجُه منَ المرضى الراقدينَ ومن جرحى التفجيراتِ الإرهابيةِ ومصابي قواتِنا المسلحةِ التي تقاتلُ
#الإرهابَ، وأمّا مَن صارَ التطبيرُ واجبًا عليه بعنوانٍ ثانويٍّ وكانت نيتُه خالصةً للهِ تعالى وخاليةً من الرياءِ فليقمْ بذلكَ في بيتهِ أو أيِّ مكانٍ بعيدًا عن مرأى الناسِ ، وستكونُ هذه فرصةً مناسبةً لمعرفةِ أنّ ممارستَه للتطبيرِ هل للعادةِ والواجهةِ والرياءِ أو أنّها خالصةٌ للهِ؟! ونسألُ اللهَ التوفيقَ للجميعِ وقبولَ الصلاةِ والزيارةِ وصالحِ الأعمالِ.))..
لنكن زينًا لآل البيت عليهم السلام، ونفعل مبدأ التكافل الاجتماعي والشعور بالغير ، ولتكن دماءنا سبيل نجاة أبطالنا الجرحى من القوات المسلحة وجرحانا من المدنيين خصوصًا هكذا تعلمنا من الحسين عليه السلام الإيثار والتضحية والفداء والإحساس بالغير وحب المؤمن لأخيه المؤمن كما يحب لنفسه . وعظـــــــم الله لنا ولكم
الأجر.http://www14.0zz0.com/2017/09/30/13/253930767.jpg