إكمال الدين وإتمام النعمة مرهون بالإبلاغ والبيعة
بقلم احمد السيد
بعدما القيت الحجة على المسلمين وتم الابلاغ اكتملت مهمة الرسول الكريم – صلى الله عليه واله وسلم – ان اجمع المسلمين انذاك واقدموا على بيعة امامهم ووليهم علي بن ابي طالب – عليه السلام - القى النبي قوله – تعالى – (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) فقد اجمع العلماء والمؤرخين ان هذه الاية ايضا كانت لتأكيد ولاية امير المؤمنين -عليه السلام - فيذكر جلال الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة : 911 هجرية ، روى في تفسيره عن أبي سعيد الخدري قال : لمّا نصب رسول الله ( صلى الله عليه وآله علياً يوم غدير خم ، فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليه بهذه الآية : { اليوم أكملت لكم دينكم } (1) ، و روى أيضا عن أبي سعيد الخدري في كتابه الإتقان قال : إن الآية : { ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... } نزلت يوم غدير خم ، (2) . إلى غير ذلك ممن صرّح بذلك من علماء و محدثي السنة و لا مجال هنا لذكرهم . فكان هنا لزاما على المسلمين ان يفوا ببيعتهم ويلتزموا باوامر رسولهم – صلى الله عليه واله وسلم – وأن يحافظوا على بيضة الأسلام في المرحلة القادمة , ولكي لايكون مسوغا لأصحاب المنافع الشخصية الذين همهم فقط الجاه والسطوة والتسلط فقد سلبت شرعية أماراتهم لكنهم ضربوا بالدين عرض الجدار وحصل ما حصل للأمة الاسلامية والى اليوم فيقول الاستاذ المعلم (كل الصراعات والنزاعات والحروب الطاحنة الداخلية والخارجية عبارة عن صراعات سلطوية مالية، لا مدخلية للدين فيها إلّا على نحو التوظيف ((والأدلجة)) فجعلوا من الدين والإسلام نِقْمةً على الناس لا رحمةً وسلامًا وأمانًا. ) (3) فلم يلق منهم الاسلام الا التشويه والاساءة فلابد من التمسك والدعوة الى ترسيخ مبدأ الولاية المعتدلة التي تسير على نهج النبي الاكرم وأل بيته الكرام – عليهم الصلاة والسلام -
المصادر:
1- الدر المنثور : 3 / 19
2- الإتقان في علوم القرآن : 1 / 54 ، طبعة دار إحياء العلوم / بيروت
3- قبسات توعوية من المنهج الرسالي للمحقق الأستاذ الصرخي