مِنْ فقهِ الأُسْتاذِ المُحَقِّقِ: الغشُّ في الامتحانِ مُخاَلَفَةٌ شرعيةٌ وقانونيةٌ.
بِقلمِ أحمــد الســيد
إنَّ الغشَّ مرفوضٌ في مجتمعِنا الإسلاميّ، بل حتى في باقي المجتمعاتِ لِما لهُ الأثرُ البالغُ في تأخيرِ عجلة التطورِ للمجتمعِ في كلِّ شيء وعلى جميع الأصعدةِ؛ لذلكَ أكّدَ الشارعُ المقدسُ على ضرورةِ الابتعادِ عنْ مظاهرِ الغشِ.
فقد قالَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليهِ وسلمْ - : ( منْ غَشَّنا فليسَ مِنّا ) فمهما تكنْ شخصيةُ الغاشِّ وصلةُ قرابتهِ بالمؤمنينَ فهوَ ليسَ منهم بل خارجُ من رحمةِ الله تعالى, فهُناكَ أنواعٌ منَ الغشِّ منها الغشّ الحاصل في الأسواق والمتاجرِ لكنَ هناكَ آفةُ للغشِّ تفوقتْ على جميعِ الأشكالِ ألا وهيَ الغشّ في الامتحاناتِ الدراسية بما فيها الجامعيةِ, فَهذا النوعِ منَ الغشِّ يؤدي الى هدمِ مجتمعٍ بكاملهِ ويقضي على أجيالٍ عديدةٍ تُهدِمُ الدولةَ وتنهارُ أمامهُ بكُل مؤسساتِها, وغالبًا ما يكونْ هذا النوع منَ الغشِّ مدعومٌ ومخططٌ لهُ منْ قِبَلِ أجنداتٍ خارجيةٍ هدفَها القضاء على الإسلامِ، وجعل الدول الإسلامية تحتَ مطرقةِ الاحتلال.
وما حصلَ قبلَ أيامٍ في الامتحانات الوزاريةِ لطلبةِ السادسِ الإعدادي من تسريبٍ لأسئلةِ التربيةِ الإسلامية التي تمتْ سرقتُها ونشرُها في مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، ماهي إلا استهتار وانحراف واضحٌ جليٌ يستهدفُ الإنسانيةَ في العراقِ، فمنْ يقوم بهكذا فعلٌ لابدَّ منْ إنزالِ أشد العقوباتِ بحقهِ. وبناءًا على ما تقدَّمْ فالشرعُ له السبقِ في توضيحِ هذا الأمرِ الخطير ووضع ضابطة للغشّ وما يترتب على الذي استخدم الغشّ، حيث نجد المرجعَ المحقِّقَ السيّدَ الصرخيَّ قد أكَّد بإجابته في استفتاء رُفِعَ إليه على ضرورةِ الجدِ والاجتهادِ والابتعاد عن أساليبِ الجهلِ والجُهلاء كالغشِّ في الامتحاناتِ الدراسيةِ، حيثُ جاء في الاستفتاء وحسب السؤال :
هل يجوز (النقل) أو الغشّ في امتحان المدرسة؟!
هل يجوز أنْ أُملي لِطالبٍ ما يكتبه بالامتحان؟!
أو آخذ ما يعرفه ويأخذ ما أعرفه فنكون على أحسن وجه في الامتحان؟!
فكانَ جوابُ الأستاذ المرجع واضحًا ومفصّلًا:
بسمه تعالى:
((لتحقيق النصرة الحقيقيّة لِصاحب العصر (عليه السلام) يجب السير في طريق التكاملات الروحيّة والفكريّة والأخلاقيّة، للحصول على الشريحة الخيِّرة المخلصة، وعليه أفتي بعدم جواز تلك الأفعال في الامتحانات.)) انتهى كلامُ الأستاذ السيد الصرخي.
وهذهِ رسالةٌ واضحةٌ الى جميعِ الطلبةِ تحُثّهُم بأنهم قادةُ المستقبلِ ولا يمكن للقائدِ المُمَهِد الذي ينتظر ظهورِ الإمامِ المهدي المنتظر - عجلِ اللهُ تعالى فرجهُ- أن يكونَ غَشاشًا, كيفَ لِمَنْ هُم أملُ الأُمةِ انْ يكونواْ غشاشينَ؟!! وعليهِ يجب على الجميعِ أنْ يحاربَ هذهِ الظاهرةِ السيئةِ, ولنكنْ زينًا لأهلِ البيتِ – عليهمُ السلام – لا شينًا عليهم.
للمزيدٍ منَ الاطلاعِ على فتاوى الاستاذِ المحقِّق، يمكنكُمْ زيارةِ الموقعِ أدناه :
https://www.facebook.com/fatawaa.alsrkhy.alhasany/