الكل يعاني من تصرفات الكثير من الشباب وغفلتهم وابتعادهم عن طريق الاستقامة بشتى نواحيه الدينية والعلمية والاجتماعية بسبب المغريات المادية والمعنوية وفقدان الثقة وغياب أو تغييب المُبَلّغ الحقيقي!!! فبات الشباب على شفا حفرة إن لم نصحح الرؤى ونضافر الجهود لانتشالهم من واقعهم المرير هذا، فلا يكفي الانتقاد والخوف والضجر واللوم!! نحن الآن بحاجةٍ الى إعادة وجهة النظر تجاه تقويم وإرشاد المجتمع وإبعاده عن دوامات التيه والغفلة، والتشجيع لبناء شخصية قوية قادرة على الصمود أمام عواصف التيارات المنحرفة كالإلحاد والتطرف التكفيري والفساد الأخلاقي الذي أضحى متوطنًا في جميع مفاصل مواقع التواصل الاجتماعي، فأينما حل الشباب وجدوا أمامهم هذه المغريات!!! ومن جانب آخر لا يوجد ناصح ومرشد أو لا يوجد من ينقل لهم قول المرشد والمخلص بسبب التناحر والحقد والتنافس على المناصب الدنيوية!!! فما كان أمام الشباب المسلم الواعد إلا أن يضعوا بصمتهم للإنقاذ بما يستطيعون من جهد، والحفاظ على أقرانهم الشباب من خلال وضع خطط ودراسات وأفكار ساهمت عند تفعيلها عمليًا في جذب الشباب نحو الرشد والخلاص، كتكثيف المؤتمرات والحلقات البحثية والأعمال المسرحية الهادفة، والنزول الى الشارع على شكل فرق جوالة، تلتقي بالشباب فردًا فردًا فبعد أن أثمرت جميع نشاطاتهم جاءت الخطوة الأولى نحو الرُقي بهذه الشريحة المهمة والمرحلة الأهم ألا وهي إقامة مهرجانات الشور والبندرية لإحياء مناسبات أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام إيمانا من الشباب المسلم أن النبي وآله لم يتركوا مفصلًا تربويًا إلا وأرشدوا إليه، فكان من أعظم تلك المفاصل القصائد الهادفة التربوية الرسالية التي تشد المتلقي نحو دينه ومذهبه وتربطه بمعتقداته , فكان ولا زال الحضور الشبابي في تلك المهرجانات بذروته وأصبح الشور اللغة التي تلبي طموحهم وأحلامهم حيث ابتعد الشباب المسلم الواعد عن الأساليب التقليدية العقيمة التي تعتمد الزجر والتجهيل والوعظ الفوقي دون وعي بالبدائل التي تطرحها جماعات التطرف والإرهاب. فأُعيدت بذلك مرتكزات الفكر الوسطي المعتدل الذي دعى إليه الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين عليهم الصلاة وأتم التسليم كونه السلاح الأقوى لردع قوى التكفير والتضليل، فالغاية هي السير على خطى الحسين عليه السلام وتفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكان الشباب صادقين في نيل رضا الله تعالى من خلال امتثالهم لإرشادات مرجعهم الأستاذ المحقق والأخذ بشذرات كلامه العبق أحدها ماذكره بهذا الخصوص فقال: (....قال الإمام الحسين عليه السلام :{إنّي لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنّما خرجت لطلب الإِصلاح في أمة جدّي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين } والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟ أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ إذًا لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم . )..إنتهى كلام الأستاذ المرجع. فما دمنا نؤمن بان الشور المهدوي هو تحصين للشباب فيكون الجواب على سؤال الأستاذ المعلم: نعم نحن حسينيون ومحمديون ومسلمون رساليون وإن شاء الله في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان، ففي رحاب الشور ومجالس الشور والبندرية فنحن على خير والى خير، نسأل الله أن يمُنَ علينا باستمرار نعمة الشور المقدس وحضور المهرجانات وإقامتها في جميع أرجاء العالم، كي ينعُم الشباب بواحة الخير والرحمة . وإصلاح النفس وتهذيبها بأخلاق الإسلام المحمدي الأصيل .