رجالٌ حول الحسين بن علي(عليه السلام).. وهب النصراني أنموذجًا.
الجمعة , 20 أبريل , 2018
رجالٌ حول الحسين بن علي(عليه السلام).. وهب النصراني أنموذجًا. بقلم أحمد السيد كان الإمام الحسين عليه السلام كالشمس في واقعة الطف حيث يُحيط به كوكبة من الأبطال المتقين المؤمنين بقضية الإمام الحسين عليه السلام، واجتمعوا لنصرته من كل حدب وصوب آمنوا بمنهجه وهدفه الإصلاحي فقد جسدت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضتها قيم ومبادئ حقوق الأمة ومنها الإصلاح، حيث أكد فيها على ضرورة الاهتمام بإصلاح شؤون الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، من خلال توعية الأمة بمواصفات الحاكم العادل القائم بالعدل الذي يسوس الناس بالقرآن والسنة ويحترم آرائهم ومعتقداتهم ويؤمن بالشورى في الحكم، وتولي الحكم من هو أهلًا لها، وعدم المساومة على الحق، والالتزام بالاتفاقيات والعهود، ودعم سيادة القانون، وجعلها مقياسًا لقيمة الحاكم ومشروعية حكمه وهذا ما أراده (عليه السلام) بقوله : (ولعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله). حيث تضمنت معالم تلك النهضة الثورية الحسينية تمتين أواصر الثقة بالمعتقدات من خلال طرح الصحيح منها إلى الأمة، والتأكيد على وحدة الأمة ومنع إثارة التفرقة والعنصرية والطائفية والقبلية والقومية كأساس للتمييز بين الناس، وقد وضع (عليه السلام) شروط الكفاءة والاستقامة في تولي شؤون الأمة وتسيير مهام الحكم السياسية فيها، فضلًا عن ممارسة حق النقد والبيعة والنصح والتوجيه ومناقشة سياسة الحاكم، وهذا ما أكده الحسين (عليه السلام) عندما قال: (إنا أهل بيت النبوة، ومعدن العلم، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله). واستطاع الإمام الحسين (عليه السلام) أن يوقظ الضمير الإنساني ويؤثر فيه باتجاه القيم الحقة، والانتصار لها، وتحقيقها على أرض الواقع، كونها لم تحدّد بدين أو مذهب أو قومية معيّنة، بل كانت للإنسانية جمعاء. أي أن الاعتدال والوسطية هما من جلب هؤلاء الأنصار فإن واقعة الطف الأليمة لم تقتصر على طائفة أو دين، فهناك أُناس عرفوا الحق فأتبعوه وضحوا من أجله وكان جزاؤهم أن خلدهم التاريخ ومن هؤلاء النصارى "وهب بن حُباب الكلبي" الذي التحق بركب الحسين عليه السلام هو وأمه وزوجته، بعدما رأوا الإنسانية والاعتدال والوسطية في شخصه وأفعاله عليه السلام، وجدوا أن الحسين هو ذاك النبي اليسوع عليه السلام الذي يدينون بدينه نفسه فلم يجدوا الفرق بين الدين الإسلامي ودين المسيح، فكلاهما يضمنان حقوق الإنسان وحريته، لكن للأسف انتشر التدليس والتحريف في الطقوس والعبادات من قبل الكهنة والمستأكلين وأئمة التكفير التيمية الذين تسببوا في إبعاد الناس عن عبادة الله الواحد الأحد , فكان لابد من مصلح لابد من نهج معتدل يعيد الكفة الإسلامية الى وضعها الطبيعي ومن هذا المنطلق الفكري نجد الأستاذ المعلم السيد الصرخي قد انتهج منهج الاعتدال والوسطية في كل نقاشاته ومحاضراته ومؤلفاته مدافعًا عن الإنسانية محاربًا للتطرف والإرهاب والتكفير لكي تحيا ثورة الإمام الحسين الرسالية، ويستمر المجتمع في قطف ثمارها لينهل بالأمن والسلام، فكان موضوع محاضراته هو: النقاش العلمي الموضوعي الذي لا دعوة فيه لسفك الدماء والقتل, فمن كان يريد أن يعتقد بشيء عليه أولًا أن يحترم معتقدات الآخرين ولا يجعلها سببًا للقتل وسفك الدماء والتكفير، وبالتالي يصبح أداةً ومطيةً بيدِ المحتلين والمستكبرين لتنفيذ مشروعهم, وكما ذكر في المحاضرة الرابعة من بحث ( الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ): {{... نقبل رأي المقابل، يريد أن يرفض يريد أن لا يرفض، يريد أن يقبل يريد أن لا يقبل،يريد أن يستخف أو يستهزئ لكن لا تكفّر ولا تحلل القتل وسفك الدماء وسلب ونهب الأموال وانتهاك الأعراض ...}}. إنتهى كلام الأستاذ المعلم الصرخي. هذه المواقف وهذا الأسلوب هو الذي وحّد القلوب وعزز الإخوة في الدين والإنسانية , هذه هي التطبيقات الصحيحة للإسلام المحمدي الأصيل التي كان ينتهجها الامام الحسين عليه السلام وكانت سببًا في هداية الكثير من الناس تلك المواقف الإنسانية كانت سببًا في التحاق وهب النصراني بركب الحسين الشهيد عليه السلام ليحظى بأعلى المراتب عندما قدّم الغالي والنفيس من أجل الحسين وإسلامه المعتدل ومن هنا يجب على الجميع أن يكونوا كوهب النصراني ليصطفوا حول الحسين عليه السلام ليدحروا التطرف ويعززوا الاعتدال.
لمشاهدة المحاضرة الرابعة كاملة من خلال الرابط ادناه :