إنَّ ما يُميز مجالس الشور التي يقيمها الشباب المسلم الواعد عن بقية المجالس الحسينية هو عدة نقاط جوهرية أساسية لبناء مجتمع عقائدي ملتزم, فمن حيث الترتيب العام للمهرجان او المجلس من خلال انتقاء الشعارات والحكم الهادفة التي تناغم عواطف الشباب وتربطهم بعقيدتهم السمحاء كما لا ننسى أن كل مهرجان له عنوانًا خاصا وهاشتاك خاص يحث على الوسطية والاعتدال والاخلاق المحمدية والانتظار والتمهيد الحقيقي للإمام المهدي المنتظر – عجل الله تعالى فرجه الشريف - وكذلك انتقاء المواضيع الهادفة الأكثر تأثيرًا واختيارًا للقصائد المتميزة التي كُتبت بأيدي معتدلة وسطية ليست طائفيةٍ متطرفة اتخذت من قضية الإمام الحسين – عليه السلام – مبررًا لتمرير بعض الأفكار المريضة!!! فنجد في بداية كل قصيدة لا بد ان تكون هنالك تلاوة لبعض آيات القران الكريم يتم انتقاءها بشكل يتوافق مع مضمون القصيدة وموضوع المناسبة ثم أن القصيدة تجمع بين العاطفة والفكر فمن جهة يعيش المعزّي الصورة الحقيقية للواقعة، ومن جهة أخرى تشده كلمات القصيدة الى التمسك بالفكر الصحيح والإيمان القوي بالله تعالى والابتعاد عن مظاهر التكفير والإلحاد التي عصفت بالأمة الإسلامية في ظل غياب الرقابة المؤسساتية الدينية والاجتماعية والانفتاحيات اللا محدود على أخلاقيات الغرب الشاذة، فكانت إقامة مجالس الشور خطوة ايجابية لانتشال الشباب وتربيتهم وكما يقال أن: "المجالس مدارس" وخير المدارس هي مجالسُ الإمام الحسين – عليه السلام – حيث قال الإمام الرضا- عليه السلام - : "من تَذَكَرَ مُصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسًا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" فالمقاهي والشوارع والنوادي لاتصنع شبابًا مسلمًا واعدًا أبدا. فكانت الثمرة سريعةُ النمو وبدأ المشروع بأشخاص معدودون وهاهم اليوم بلغوا الآلاف من الشباب فضلًا عن الأشبال الذين يتسابقون لحضور المجالس وحقًا: أنه "ما كان لله ينمو" ، وأي نموٍ هذا ؟!! وهم يسيرون في رحاب الحق وداعي الحق فما تصبو إليه اليوم عيون المعزّين هو الطلعة البهية لصاحب الأمر – عجل الله فرجه – فكان ذلك واضحًا من خلال قصائدهم النادبة للإمام – عليه السلام – فلا طعم للحياة بلا إيمان وإخلاص وما الدنيا إلا نتيجة لامتحان الفرد فمن أتقن ورقة امتحانه بحضور مجالس أهل البيت - عليهم السلام – فقد فاز وكان نصيبه الخير والصلاح وكانت عاقبته حسنى, وأما من انجرف وراء الشهوات وهجر مجالس العلم والبركة والإيمان فلا شك بأنه من الخاسرين. وقد ذكر الأستاذُ المحقّق الصرخي في رسالته العملية: "المنهاج الواضح"، كتاب الصيام مصداقًا لهذا الأمر حيث قال : "....أكد الإسلام في موارد كثيرة على أن الحياة الدنيا جسر للآخرة وأنها دار اختبار وابتلاء، وأنّ الواجب على الإنسان العاقل السويّ أن يؤجل شهواته ويسيطر عليها ويوجهها بما يرضى به الشارع المقدّس لترتيب الجزاء والثواب، وبخلاف ذلك يترتب العقاب في الدنيا وفي الآخرة ( أجارنا الله ذلك) وقد عالج الإسلام مشكلة الانقياد وراء الشهوات والتمسك بالدنيا بأساليب عديدة منها ما أوجبه من صوم شهر رمضان وما حَث عليه من العبادات في أيام شهر رمضان ولياليه، وعلى مستوى الفرد نلاحظ العلاج شمل ثلاثة جوانب رئيسية تعالج مشاكل كثيرة منها ما ذُكِر أعلاه، والغرض من ذلك كله هو الوصول بالفرد الى التكامل وبالتالي انعكاس ذلك وتأثيره في تكامل المجتمع . .). انتهى كلام الاستاذ ولم ينتهي الشور بعد والفرصة سانحة أمام الجميع ممن ابتعد وتخلف عن حضور أماكن استجابة الدعاء فعليه أن يشد العزم ويعقد النية لتعظيم شعائر الله - جل وعلا – والابتعاد عن طريق الشيطان والهوى. لأن كل فرد هو أمة بكاملها فيتبعه الإخوة والأبناء والأصدقاء فليكن مثالًا جيدا لهم . للإطلاع على مزيد من مجالس الشور المبارك من خلال زيارتكم للموقع ادناه