المُحَقّقُ الصَّرْخِيُّ: روحُ الصلاةِ هي الصِّراطُ المتصاعدُ نحو الحضرةِ الإلهيّةِ المقدَّسة!!!
بقلم أحمد السيد
بالرغم من الصلاة عمود الدين ومُحْوَر العبادات الواجبة، وبالرغم من تأكيد الشارع المقدَّس على إقامتها في أوقاتها والحفاظ عليها إلا أنّنا وجدنا تقصيراً واضحًا من هذا الجانب من قبل أغلب رجال الدين والعلماء وأئمة الجوامع وأساتذة الحوزات العلمية الا القليل النادر، فكان هم الأكثرية الواعظة على إقامة الصلاة في أوقاتها والتنبيه والتحذير من مبطلات الصلاة ولا ننكر أنْ هناك حثٌّ على اقامتها لكن لم نجد من تطرق الى الجانب الجوهري والاساسي ألا وهو الجانب الروحي فكل ماتقدم تكلم به العلماء واصحاب الاختصاص لكنهم انطلقوا من منطلق الفريضة وتسقيط الواجب لا من منطلق التكامل والرقي والعروج بالروح الاسلامية الى مرتبة التقوى والتكامل اختلفوا على أن هل يجوز الجمع بين الفريضتين او الافراد بينهما؟ , هل يغمض عينيه المصلي في حال السجود ام يفتحها؟! هل يٌكتف يَديه ام يُسبل؟ وهل وهل وهل ؟ هذه كلها ضروريات ومن الواجب الاجابة عليها والحث على عمل الاصح منها لكن النقطة الجوهرية التي غفل عنها الكثير من اصحاب الشأن هي قضية روح الصلاة هذه القضية التي لم يغفل عنها صاحب الفطنة والانتباه الشديد وصاحب المعلومة الدقيقة والتحقيق المفصل انه الاستاذ المعلم المرجع السيد الصرخي دامت بركاته الذي اعتمد على ضرورة تقدُم الجانب الروحي والاخلاقي في جميع كتب رسالته العملية ( المنهاج الواضح ) ففي كتاب الصلاة قال سماحته:{ الإتيان بالصلاة فارغةِ الروح والمعنى خالية الآثار والمعطيات ، يمكن أن تكون مجزية ومسقطة للعقاب ولكنها لا تكون مقبولة ليترتب عليها التشريف والتكريم الإلهي بالفيض والنور القدسي ، الذي يأخذ بالمصلي نحو العرش الملكوتي في خط سير الترقي والتكامل. فالغرض الرئيسي من تشريع الصلاة والعبادة ، ليس للإجزاء وإسقاط العقاب، وإنَّما لِجعلِ العبد على استعداد للتّرَقّي والتكامل ، فيُنعم الله تعالى عليه بالتسديد والتوفيق للسير في ذلك الصراط المتصاعد نحو الحضرة الإلهية المقدسة.وقد عرفنا أن القبول لا يتحقق إلَّا إذا توفرت شروط ، وترتبت آثار على الصلاة ويرجع الجميع بعد المعرفة إلى محورين من العبادة والأخلاق ويصب الجميع في صيانة وتكامل الجانب الشخصي والجانب الإجتماعي … {وكما ذكر في ذات الكتاب ونفس الموضوع (...أفعال الصلاة وتلاواتها يراد بها الإقرار بالتوحيد والنبوة والإمامة والإقرار والإعتراف بالعبودية لله تعالى وفيها التعظيم والتبجيل والخضوع والخشوع لله تعالى وفيها الدعاء والمناجاة والتكلم في ظل الحضرة الإلهية المقدسة وغيرها من المعاني ، ولا يخفى ان تلك المعاني لا تصدق ولا تتحقق ، إلا بتوفير المعاني الباطنية للصلاة والتي تمثل روح الصلاة ، إضافة إلى ذلك فإن الشارع المقدس قد أرشد إلى روح الصلاة ومعانيها والتي بدونها لا تتم الصلاة ولا تقبل ، ومن تلك المعاني الباطنة ، الإخلاص وحضور القلب والخشوع وعدم الغفلة والتفهم والتعظيم والهيبة والخوف والرجاء والحياء…) هذا ماتتجلى منه الحقيقة الباطنة للصلاة والتي تقود المجتمع المسلم الى الاخلاص والخلاص والوصول الى درجة المتقين الصديقين فلا بد من الانتباه والتمعن في هذه الكلمات الروحية وتطبيقها على انفسنا لكي تكون عبادتنا من اجل التكامل لا من اجل الفرار من العقاب .
للاطلاع على كتاب الصلاة وتحميله من خلال الرابط ادناه
https://www.al-hasany.net/minhaj-prayer1/