لثورةِ الحسينِ-عليه السلام- الأثرٌ البالغٌ في قلوب الأحرار، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية, فكان التعبير عن رفض الظلم مختلف في شتى الأزمنة والأماكن، فهناك من يرفض الظلم بوقفة احتجاجية أو قصيدةٍ شعرية أو عصيانٍ مدني أو تظاهرة حاشدة تطالب برفع الحيف والظلم واسترجاع الحقوق، كما إن هناك التمثيل الحقيقي لمبادئ ثورة الحسين يعتبر الأساس والنواة لإحياء النفس الثورية في قلوب الأحرار ألا وهي: ثورة الشعائر الحسينية والتي تقام على مدار السنة، والتي ينتج عنها سنويًا أكبر تظاهرة حاشدة تندد بالظلم رافعةً شعار الإمام الحسين عليه السلام : ( هيهات منا الذلة ).تلك التظاهرة والمسيرة المليونية لمئات الكيلومترات متجهة صوب قبر أبي الأحرار عليه السلام , ولأجل النهوض بمبادئ الثورة وترسيخ العقيدة الصحيحة المعتدلة ولبيان مظلومية أهل البيت عليهم السلام بصورة ناصعة خالية من الضبابية، فكان ذلك من خلال إقامة أكثر مجالس العزاء وقعًا وتأثيرًا، ألا وهو عزاء الشور الحسيني الذي يستنهض الهمم ويستلهم المواقف، ويزرع الشوق في قلوب المعزين ويرسخ المبادئ الصحيحة لا على نحو العادة بل على نحو العبادة والتقرب الى الله تعالى، كون ثورة الحسين هي رفضٌ لجميع أشكال الفساد ، فكريًا أو أخلاقيًا أو مجتمعيًا أو غيره ، فيكون المسير هو وضع بذرة الإصلاح والصلاح ، واللطم والزنجيل والقامة هو الوقوف بوجه الظالم وظلمه ، وعدم استبداده ودكتاتوريته ، وحضور المجالس هي تنوير للعقل وتحصينه من الأفكار الدخيلة على الإسلام ، التي أراد لها أعداء الإسلام أن تتفشى داخل مجتمعاتنا وأُسرنا ، فلا نجعل من عملنا إلا بالعمل على نهج الحسين (عليه السلام).وكما قال الأستاذ المرجع الصرخي : (لنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين ((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه.) ..انتهى كلام الأستاذ المرجع. ومن هنا يتضح أنَّ الشبابَ المسلِمَ الآن قد جسّد تلك المبادئ وأثبت صدقه في حبِّ الحسين(عليه السلام) من خلال تلك مهرجانات الشور المقدسة آخرها المهرجان السابع الذي أقيم في مدينة سومر التابعة لمحافظة الديوانية يوم الأربعاء 29 رمضان 1439هــ المصادف 13\6\2018م أحياءً لذكرى استشهاد سيد الموحدين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام), فكان حقًا مهرجانٌ يُدخل السرور على قلب المعصوم عليه السلام بالحضور الكبير والتنسيق والتنظيم والإدارة واختيار القصائد الثورية الهادفة، فهنيئًا لمن حضر ومن أسس وساهم وتبرع وكان سببًا في إقامة هذا المهرجان الأفضل من الراقي الذي أُنجز على أيدي مؤمنة مخلصة .