عام جديد والدعوة الى الوحدة الانسانية
بقلم احمد السيد
تمضي السنون وتنقضي الأيام، وعامّة الناس تستقبل بشوقٍ تحرّرًا من قيدهِا، وأملًا منشودًا مُستحقًّا عام 2018، بعد أن عانت ولسنواتٍ ألمَ وأنينَ إفرازاتِ ثلةٍ وضيعة، لا تعترف بأولويات ومُثل الأديان السماوية الوقورة، المهذّبة بجواهر التعاليم الإلهية، نسبت أساطيرها الوثنية إلى الدين الإسلامي والإسلام منها براء، لأنها استخفّت بموجباته وضرورياته، كَفّرت بنهجها الخارجي المجتمعات على اختلاف معتقداتها، واتهمتها بالردّة لمجرد الاختلاف، فوضعت الإسلام في قفص الاتهام بخزعبلات وترهات فكرها المارق عن الدين المحمدي الحنيف، بعد أن تجاوزت على أصوله الصبيحة و مقاصده النبيلة، بأن جعلت لله تعالى شركاءً وكانت لنبيّه المصطفى شرّ أعداء ، ولآله وصحبه خصماء، وحتى ننعم جميعنا بمختلف ألواننا وأجناسنا وقومياتنا وأدياننا ومذاهبنا بعام جديد ملؤه العدل والمساواة والصدق في المعاملة والعطف والشفقة والبناء والعمران والخلاص الدائم ، لابد لنا من أن نفهم ونعي حقيقة أن الوحدة الإنسانية هي القيمة الأسمى في حياة البشر. فلا قيمة للانسان من غير تفكير واتخاذ قرارات حكيمة تميزه عن باقي المخلوقات ففي نهاية كُل عام يمُرُّ علينا نبدأ بالتّفكير في القرارات الجديدة الّتي نودُّ اتّخاذها بعد انقضاء العام الحالي واستقبال عام جديد، ففي نهاية كُل سنة نُفكّر في تعلُّم شيء جديد، أو متابعة أمر كنا نفعله في السّنة الماضية وما زلنا مهتمّين بفعله، أو نُفكّر في حياتِنا بكلّ بساطة، وهل كنا راضين عنها، من حيث ما وصلنا إليه إلى الآن، وبغضّ النّظر عن قراراتنا أو ترتيباتنا في العام الجديد فمن المُهم أن نتحمّس ونكون بكامِل تركيزنا، للعودة إلى العمل الّذي كُنا نقومُ بهِ مُسبقاً، أو البدء بتنفيذ الخُطط الجديدة والقرارات الّتي اتخذناها مُسبقاً. وهذا هو السلوك الصحيح والسليم الذي يسير به العقلاء والاشخاص النظاميين فلا قيمة للفرد ولا اثر له في هذه الدنيا ان كان يعيش في ظل فوضى التفكير واللانظام وبالاخص الطبقة المثقفة التي تعتبر المسؤول الاول عن تنامي وانتشار السلوك العقلي والاخلاقي في المجتمع لما تمتلكه من طاقات علمية واعية لها القدرة على النجاح , كما لا ننسى الدور الفعال الايجابي الذي قام به الشباب العراقي وبكافة الاصعدة خدمة للوطن والدين ففيهم المتصدي فكريا للافكار المنحرفة ومنهم المرابط في ساحات القتال ومنهم من سخر قلمه لنصرة الحق واخر اجتهد وتعلم لينشر العلوم والمعرفة ويقضي على الامية والجهل التي تقود المجتمعات الى الهاوية وبهذه المناسبة التي كان لها الطعم الخاص حيث انها تطرزت بانتصاراتنا الفكرية والعسكرية على الدواعش النواصب اعداء النجاح فلابد من شد العزم واعطاء العهد للشهداء بان نسير على نهجهم ونكمل كفاحهم من خلال التزامنا ومثابرتنا على الدراسة والقراءة ايمانا منا بان العلم هو سلاح المؤمن كما انه احد اسلحة الامام الموعود الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف والتي هي (العلم والاخلاص والشجاعة) فهذه الاسلحة جميعها موجودة وان كانت غير مفعلة فتحتاج الى مزيدا من الهمة والعزيمة , فلنستثمر الوقت الذي مثله الحكماء انه كالسيف ان لم تقتله يقتلك ولنسخر طاقاتنا الشبابية من اجل الخير والصلاح والنجاح ولنبتعد عن طريق العشوائية والانهزامية واليأس وبهذا سيكون العام الجديد عام خير وسلام وعلم وكمال وانقاذ النفس من اشراك التخلف واللامبالاة والمعصية وبهذا سنسعد في الدنيا والاخرة كما ذكر الاستاذ المحقق الصرخي في مقتبس من كتاب الغرب والإمام المنتظر حيث قال (( فالواجب على الجميع تحقيق مقدمات الإنقاذ والرحمة الإلهية بأن نرجع إلى البارئ جلت قدرته فنتمسك بأوامره ونواهيه ونسأله أن يوفقنا ويسددنا بالثبات على التقوى والإيمان والسير في طريق التكامل الروحي والأخلاقي لتحقيق السعادتين في الأولى والآخرة.)) فيا اعزائي القراء إبدؤا العام الْجديد بروحٍ جديدة وبقلبٍ جديد:لا تفشلوا إن كان العام المُنقضي قد حَمَلَ لكم جِراحاً أو هزائِمَ أو إخفاقاتٍ، لكن انظُروا للعام الآتي كعطيّةٍ مَنحَها الله تعالى لكم وفُرصةٍ أُخرى، لتبدؤا بقلبٍ جديدٍ وبروحٍ جديدةٍ. انظُروا للأمام برجاءٍ وثقةٍ، ألاّ تُكرّروا في العام الْجديد ما ارتكَبْتَموه من أخطاءٍ أو ضعفاتٍ أو تقصيرات. وتخلّصوا من أحمالكم واخفاقاتكم وأَقْبِلوا على هذا العام بروح مُتجدِّدة إيجابيّةٍ ورائعة.
اسأل الله العلي القدير ان يمنحكم الموفقية والنجاح ويجعل عامنا هذا عام خير وصلاح وسلام انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته