بقلم -احمد الحياوي -
للقرآن الكرَيم مكانة كبرى عند المسلمين لم تكن لأيّ كتابٍ آخر سواه، فمنذ نزوله أحبُّوه، وتَلَوْا ما تيَسَّر لهم منه آناء اللّيل وأطراف النّهار، وحَفِظُوا آياته، وحَفَّظوهُ أبنائهم، واعتنَوا بتفسيره، واستجلاء مقاصده.
وقد كان هذا طبيعيّاً، فهو كتاب الله العظيم، المستجِمع لجميع عناصر الرّوحانية والجمال، وهو الذي أوجدَ منهم اُمةً عظيمةَ الشّأن، منيعة الجانب، سامية الحضارة، محترمةً بين الشّعوب والأمم، بما أعطاهم من شخصيّة وسموٍّ في الذّات والمعنى.
وليس بخافٍ ما لكلام الله المبارك من تأثير إيجابي على شخصية الشباب المسلم وفي هذا الشهر الفضيل وهو خير الاشهر وابركها بعد ان حقق الراب المهدوي الاسلامي ثماره وبذر بذرة الاعتدال والوسطية والتقوى فكان كتاب الله الكريم المكمل الاخلاقي لذلك المشروع المبارك الذي أرسى دعائمه المحقق الأستاذ الصرخي.
ان ما تحقق اليوم عند شبابنا من عزيمة واصرار في مواجهة امواج الفتن والمحرمات والمفاسد من مخدرات وخمور وجريمة لهو من ثمار تلك المشاريع المباركة لما لها من دور و أهمية بالغة في صقل النفوس وتهذيبها وتزكيتها وقد أشارالمرجع والمعلم العراقي الحسني_ دام ظله_ الى هذا المعنى حيث قال -
تصدى الشارع لتوجه الجانب العبادي في شهر رمضان فحث الأنسان المسلم على ان يجعل صومه منطلقآ الى كف النفس من الشهوات واللذات التافهة الزائلة والارتفاع بالقلب عن حضيض وسفلية النفس البهيمية إلى أعالي المقامات الملكوتية المقدسة وذلك بقمع الشيطان ومنع النفس من ارتكاب الجرائم والمعاصي والشهوات المنحرفة والعمل على إطلاق الأشياء الحسنة الصالحة والمداومة على ذالك بخشوع وتواضع وإخلاص في النية لكسب رضوان الخالق الجبار تبارك وتعالى .