الإعلام العراقي و الحقيقة المُغيبة
لوعدنا بالتاريخ إلى الوراء و بالتحديد السنوات الثلاث العجاف المنصرمة التي تعتبر شاهد حي على وحشية و همجية تنظيم داعش وما خلفه من خراب و دمار طال كل شيء في المدن العراقية التي سقطت تحت سطوته و جبروته الهمجي البربري وبعد أن منَّ الله سبحانه و تعالى على جميع العراقيين بالقضاء على فلول هذا التنظيم الضال المنحرف فكراً و عقائدياً بفضل سواعد قواتنا الأمنية الباسلة التي قدمت كل الدماء الزكية و الأرواح الطيبة في سبيل أمن و كرامة العراق وهذا مما لا يمكن إنكاره أو التضليل عليه بزخرف الكلام و الأقاويل الفارغة ، وفي الوقت الذي تعود فيه بغداد إلى حاضنة الأشقاء العرب وهي ترتدي حلتها الجديدة باختيارها عاصمة الإعلام العربي وهذه تُعد بمثابة فاتحة خير على البلاد و خطوة ممتازة لعودة العراق إلى الجسد العربي وكما كان مشهود له بالمواقف التاريخية المشرفة و الإنسانية النبيلة بما حققه العراقيون من نصر كبير تمثل في طرد عصابات داعش من الأراضي التي اغتصبتها تلك العصابات الإرهابية وفي وضح النهار وهذا النصر طبعاً تجلى بالتضحيات العظيمة التي سطرها السيف و القلم ، البندقية و العقل المثالي و البحوث الفكرية و العلمية التي أماطت اللثام عن الوجه الحقيقي للفكر التكفيري و المنهج السقيم الذي يقف وراء هذا الفكر الضال و المنهج المنحرف و البعيد عن جوهر و قيم و مبادئ ديننا الحنيف بسبب ما ارتكبه من جرائم بشعة ضد الإنسانية ليس في العراق فحسب بل شمل الأعم الأغلب من أرجاء المعمورة وهذا ما شكل المادة الدسمة سواء بسلبياتها أو ايجابياتها للإعلام العراقي الذي شهد سباق إعلامي منقطع النضير فنقل منها ما نقل ولا زال يصدرها للشعوب العربية من خلال منبره المتعدد لكنه ومما يؤسف له أن ما يُؤخذ عليه و بالتحديد افتقاره لروح المهنية و المصداقية التامة و الرسالة الحيادية في التعامل مع الأحداث و نقلها كما هي بل وجدنا في الفترة المنصرمة و لحد الآن وقوفه لصالح الجهات التي تدفع له الدولار و الدرهم و التميز الإعلامي لكل مَنْ يدفع الكثير أو تبعيته لصالح جهات أخرى تملك السطوة و النفوذ الكبير عليه مما جعله أسيراً لكلا الطرفين و أصبح مطية لهما و ينقاد لرغبات الأطراف المهيمنة عليه فلم نجد الإعلام النزيه و الشريف و المهني حقاً يسلط الضوء على ما قدمه المرجع الديني الصرخي الحسني من بحوث علمية و محاضرات فكرية قيمة أشاد بها العدو قبل الصديق فشكلت المحور الأول الذي زلزل أركان الفكر الداعشي العقيم كونها وضعت النقاط على الحروف و كشفت وثنية هذا التنظيم و حجم الضحالة العلمية التي يقبع فيها و فساد و إفساد كل الجهات المرتبطة به ففي جريمة نكراء يقدم عليها الإعلام المنبطح للدينار و الدرهم بتجاهله للحقائق العلمية التي طرحها الصرخي في محاضراته العلمية فأي جريمة تلك ؟ يركز فقط و فقط على التصريحات البتراء التي تصدر من هنا و هناك و التي تدعو ظاهراً لمحاربة الفكر التكفيري لداعش بينما تفتقر إلى الأدوات و المقدمات و الحلول الناجعة التي تمكنهم من تحقيق ما يدعون إليه ومن على منابر الإعلام العراقي الفاقد لأبسط مقومات المهنية و المصداقية و الحيادية بينما نراه و يا للأسف يعتم و يتجاهل محاضرات الأستاذ الصرخي ومع سبق الإصرار و الترصد تماشياً مع رغبات السادة و الجهات التي يرتبط بها وقد جعلته منبراً لها لنشر ما يفسدونه في الأرض فيا ترى هل سيستفيق إعلامنا العراقي من سباته و يعود إلى سابق عصوره الذهبية التي امتازت بالأوج الفني و الإبداع و الرقي و المهنية العالية و المصداقية المثالية و الحيادية القيمة في نقل و التعامل مع جميع الأحداث التي تشهدها الساحة العراقية ؟ فهل سيكون إعلامنا المرآة الناصعة التي ستساهم في خلاص الرقاب من بطش و ظلم داعش و المفسدين ؟ .
بقلم // احمد الخالدي