المهندس الحسني : نحن لا ندعو للحرب و الإرهاب منذ قديم الزمان و الناس في حروب طاحنة، لم تجنِ من وراءها سوى الخراب و الدمار، لم تحصد من وراءها سوى الخيبة و الخسران، لم تلقِ من وراءها سوى الفقر و سوء العيش و اندثار لكل قيم الإنسان النبيلة، عوائل شُردت في الصحاري القاحلة و البراري الجرداء، شباب في عمر الزهور، و عبق الياسمين، و براءة عنفوانهم سقطوا ضحية سهلة لحروب التفرقة و الطائفية و العنصرية الجاهلية، فما كان الثمن ؟ وما كان المقابل ؟ أرواح تُزهق، و نفوس تنتهك، و دماء تسيل ظلماً و جوراً، و أعراض تستباح في وضح النهار، و خيرات تُنهب و أموال تُسرق، و حقوق تُسلب، و كرامات تُسحق، ولا من ضمير يتحرك فيضع حداً لما تمر به الشعوب الإنسانية من صراعات طائفية و حروب لا نعرف لها من نهاية قريبة، فإلى متى هذا الحال يستمر ؟ و الأدهى من ذلك كله أن حينما يقدم المصلحون مشاريع إصلاحية تريد النجاة و الخلاص و الخروج من دهاليز الحروب الفتاكة فهذا لا يروق لقيادات الفساد و الإفساد لان مصالحهم و مكاسبهم الخاصة قد تتعرض للخطر و قد تقف على المحك فنراهم يوحدون صفوفهم و يتكاتفون حول محور واحد و هدف واحد و يعدون العدة لحرب هوجاء لا هوادة فيها ضد المصلحين و محاربة مشاريعهم الإصلاحية و الوقوف بوجهها مهما كان الثمن ومهما كانت الأرواح و النفوس التي ستقع ضحية أو قربان حربهم ضد رجال الإصلاح الحقيقي، و التاريخ حافل بتلك الأمثلة، حافل بالكثير من نماذج الصراع القائم بين الحق و الباطل، بين المصلح و المفسد، بين الصالح و الطالح، صراع لا يمكن أن يرى نهاية له ما دام الإعلام المزيف هو المتسيد في الساحة فمن أجل الدولار و الدرهم فهو على الترويج للطائفية و الطائفيين، و للفساد و الفاسدين، للعنصرية و العنصريين، لكن أين المهنية و الموضوعية و الحيادية كلها لا نجد لها مكانة عند هذا الإعلام المُضلل، فلا غرابة بأن نسمع منه وهو يصف المصلح بأنه مُفسد و المفسد الحقيقي بأنه رجل الإصلاح الأول، و هو صاحب مشروع الإصلاح الحقيقي و مفتاح نجاة المجتمع، بينما المُصلح الصادق الحقيقي من وجهة نظر الإعلام المنحرف هو يشكل حجر عثرة في طريق دعاة الإصلاح الفاسدين، ولا يقف دور الإعلام المضلل عند هذا الحد بل يتجاوز كل حدود المهنية و المصداقية فينشر الأكاذيب و بكل صلافة عين و يروج لها وعلى مرأى و مسمع القائمين عليه و على إدارته دون أن يحركوا ساكنا، فيتهم زوراً و بهتاناً المصلحين الصادقين بأنهم يدعون إلى الحرب و الطائفية و يسعون لسفك الدماء، تهمٌ ما أرخصها و أبعدها عن الحقيقة و المصداقية وقد كان المهندس الحسني واحداً من بين الكثير ممَنْ استهدفه الإعلام المضلل و المزيف للحقائق وقد دفع الأستاذ المهندس هذه التهم العارية عن الصحة في بيانه رقم (31) و الموسوم حُرمة الطائفية و التعصب .. حُرمة التهجير .. حُرمة الإرهاب و التقتيل بقوله : ( نحن لا ندعو إلى الحرب و الإرهاب، ولا ندعو لسفك الدماء، بل ندعو للحرية الإسلامية الصادقة، و الكلمة الحرة و الأمن و الأمان و الاحترام، و إلى الكرامة و صيانة الأعراض و النفوس )