إذا كان العرفان مخطط استعماري فلماذا سار الصدر عليه لسنين طِوال ؟ الحسني متسائلا
لا يختلف اثنان على أن الاستعمار ليس وليد العصر، فهذا النظام الدكتاتوري الظالم مارسته وما تزال تمارسه القوى الاستكبار العالمي، و تعتبره اسلوبها الأقرب لتحقيق أهدافها في احتلال البلدان، فتستعبد شعوبها، و تهك سيادتها، و تسرق خيراتها، فظهر هذا المفهوم في صورة مخيفة تضرب كل القيم و الاعراف و المعاهدات الدولية عرض الحائط وعلى مرأى و مسمع الامم المتحدة و منظماتها جمعاء، هذا يعني أن كل ما يُؤسس تحت ظل الاستعمار فهو غير مقبول ولا يصلح لأن يكون عامل ايجابي يحمل معه مقومات الحياة الكريمة و لنا في العراق خير مثالٍ على ذلك وما فعله به شبح الاستعمار من خراب و دمار و تدهور غير مسبوق و لأكثر من 17 عاما فقد أصبح هذا البلد يقبع تحت نير الاستعمار و بشتى اشكاله المتعددة، و أيضا بات يمثل ساحة لتصفية الحسابات بين قوى الاستكبار و الاستعباد، إذا فالاستعمار ليس بجديد على الساحة العالمية وكما يؤكد ذلك التاريخ القديم، وهو كفيل بتدوين الاحداث المأساوية التي تعرضت لها المجتمعات الانسانية و على مر العصور بسبب السياسة المجحفة و الاسلوب الجاهلي الذي يتعامل به الاستعمار مع الناس، فيا ترى هل خفي ذلك كله على الصدر الثاني حتى يقول أن العرفان هو من منجزات الاستعمار ؟ في حين نراه يتحدث في لقاء الحنانة 3 فيقول : ( قد مات الاول و الثاني و انا ثالث القوم داعيكم الاستاذ في العرفان ) تباين في الآراء، و خلط في الاوراق، فهو تارة يقدم العرفان كدليل له على تمسكه في الزعامة الدينية، و تارة أخرى يعتبره من مخططات الاستعمار و أداته للوصول إلى تحقيق مآربه الفئوية ! سبحان الله ما هذا الاشتباه و التبالين في الآراء عند هكذا شخصية لطالما كانت تدَّعي النزاهة و العصمة و أنها أفضل من الانبياء و الائمة الصالحين شي ما يشبه شي !!، فهو يعتبر العرفان من تداعيات الاستعمار فلو سلمنا بذلك فكيف سار عليه و لعشرات السنين ؟ ربما يدل ذلك على أنه كان جندي مجند عند النظام السابق ولا يستطيع أن يقلب الموازين كونه لا يمتلك مفاتيح انقاذ البلاد و العباد من بطش و قسوة هذا النظام فراح يصرح أن العرفان من عمل قوى الاستكبار العالمي رائدة الاستعمار الحديث عله يجد فيه مخرجا لتصحيح مسار العراقيين و يخطف له انجازا وطنيا يخلده التاريخ و البشرية جمعاء لكنه و للأسف قد وقع في مالا يُحمد عقباه و أمام تلك التصريحات الغريبة من الصدر الثاني و التباين فيها فقد تساءل المحقق الحسني عن حقيقة تلك الخطوة الغير مدروسة و التي أكد فيها الصدر أن الله تعالى قد من جعل العرفان تنويرا للرأي العام و سببا لإيمان الناس و بمشروعيته وهو ثالث القوم في الريادة العرفانية فقال المحقق الاستاذ في تغريدةٍ له : (( فكيف سار الاستاذ في هذا المخطط لعشرات السنين، وقد شرعنه و نفذه و سلك الكثيرين عليه و أشاعه في المجتمع إلى المستوى الذي أعتبر الحديث عنه تنويرا للرأي بل قد افتخر به !! من حيث أن الله وفقه و جعله سببا لإيمان الناس بمشروعية هذا المسلك و ذلك أنه ظهر متعددون ... ثالث القوم داعيكم )) لقاء الحنانة 3]
https://e.top4top.io/p_1631btg2j1.png?fbclid=IwAR1C2aJm8cw9vuDbb_iF0Z_givjxN2QeOtRYpYk0zDyQ0irJjO9LzIzo7Sg بقلم محمد الخيكاني
Ma2186452@gmail.com